1435حجاب المرأة المسلمةاسلام
Written By on Friday, 19 December 2014 |
حجاب المرأة المسلمة
إن الإسلام دين سماوي عظيم شرع الله فيه للمسلمين نظام حياتهم , وجعل بيان ذلك في مصدرين عظيمين هما الكتاب والسنة الصحيحة اللذان يشتملان على تفاصيل تلك الشريعة , وما جد ويجد من حوادث مستقبلية فإنها لا تخرج من أن تندرج وتستقيم تحت حكم عام تخضع فيها للقياس لتنضبط بأحكام الشرع الحنيف .
وحجاب المرأة هو حكم أصلي مستمد من الكتاب العزيز وله بعض التفاصيل في السنة المطهرة , قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الأحزاب (59) , فإذا احتجبت المرأة فلا يكاد أحد يستطيع معرفتها إلا زوجها أو أبنها أو قريب لها بطريقة مشيها أو طولها أو علامات أخرى هو يعرفها بها , وبذلك تسلم من أذية المنافقين ومن في قلبه مرض, قال تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب (53) , فجعل التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبية عن طريق حجاب يقطع ويحول بين النظر , والحجاب للمرأة سببا لتحصين جميع القلوب وخصوصا الرجال وحمايتهم من سهام النظر المحرم , وقال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور (31) , وفي هذه الآية بيان لحكم الحجاب ومن هم الأشخاص المستثنون من احتجاب المرأة , الذين يجوز لهم الإطلاع على زينتها ويضاف إلى المحارم إلى ما ذكر في الآية الأعمام والأخوال والأخوان من الرضاعة , أي أن الأصل هو الاحتجاب عن كل الرجال إلا من كان محرم لها أو كان ملك يمين أو مقطوعين الشهوة من الرجال أو الأقارب من الرضاعة , وما عداهم فعليها أن تحتجب عنهم ولا تظهر زينتها للرجال إلا ما ظهر منها .
إن المرآة قد زينها الله بخلقة حسنه وجمال وفتنة لتكون جذابة للرجل ليحصل بينهما التزاوج والذرية , فإذا احتجبت عن الرجل سلم من الانجذاب والإعجاب بها أعجابا يؤدي للفواحش , فاحتجابها عنه يضطره للبحث عن طرق صحيحة يتوصل بها إلى الزواج الشرعي , والجميع يعلم أن مجمع الزينة هو الوجه وتتفاوت النساء في مراتب الحسن , ويعد الوجه المقياس الأول لجمال المرأة , لذلك عد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجمال سبب من أسباب دواعي نكاح المرأة ويعد أحد أربعة أسباب رئيسة يكثر الإقبال والطلب عليها فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " , وقد يتغاضى الناس عن صفات أخرى مفقودة عند المرأة إذا كانت جميلة في وجهها , كأن تكون بدينة ولكنها جميلة الوجه أو غير متعلمة ولكنها جميلة حسناء , والوجه يحمل عدة محاسن مجتمعة كالأنف في اعتداله والعينين في أتساعها والأسنان في اصطفافها ويتبع كذلك محاسن الوجه الشفتين والخدين والجبهة وصفاء البشرة وغيره من محاسن , فإذا أجتمع الحسن في كل هذه الأمور أصبحت فاتنة يتصارع الفتيان على خطبتها وتبعث لها الهدايا لكسب ودها , فكان الوجه الحسن مطمع الرجال وموقع زينة بحيث إذا نظر إليها أسرته , وكم من امرأة صالحة تركت بسبب أنها ليست من ذوات الجمال اللواتي يتطلع إليهن الخاطب , فجاءت الآية الكريمة تمنع ظهور أي شيء من زينتها وتعده فتنة يجب ستره على الجميع إلا الزوج الذي عقد عليها فهي حلال عليه بكاملها أما محاسنها الأخرى كالوجه والشعر والذراعان والأقدام فلا بأس أن تظهره لمحارمها .
إن الوجه هو مجمع الحسن واتجاه النظر عند الرجل , فأول نظرة من الرجل على المرأة إذا رآها تنصب مباشرة على وجهها من غير أن يشعر فإذا وجده مستورا فقد أعانته على غض بصره وإن لم تعنه وكانت كاشفة لوجهها فلا بد من أن تسبق عينه إلى النظر إليها إلا من عصمه الله بغض بصره قال تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور (30) , فتغطية المرأة لوجهها هو تغطية لأهم مكان من أماكن زينتها وحفظ لشيء جذاب من فتنتها ولذلك أمرت بإسدال الخمار عليه , قال تعالى ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) النور , فجاءت الآية الكريمة تأمر بضرب الخمار وهو الحجاب على وجه المرأة وإسداله على جيبها , ولذلك جاء لعن النامصات اللواتي اشتغلن بتزيين حاجب العين وموقعه في الوجه وحتى لو كان ذلك التزيين لزوجها , وجاء كذلك التزيين في الأسنان بالوشر والتفليج ليزددن حسنا وجاء النهي عن ذلك ولو كان للزوج والأسنان مكانها الوجه , وكذلك الوشم في الخد والذقن والجبهة لزيادة الحسن وجاء فيه من الوعيد باللعن وذلك كله في الوجه , ويتبع ذلك وضع المساحيق على خدودهن وغيره من تزيين وتحسين , ومنهن من يخزمن أنوفهن ويحلينه بالذهب وهذا كله من زينة الوجه الذي يزيد المرأة جمال وفتنة للرجل .
إن المرأة تعلم أن زينتها تكاد تنحصر في الوجه فلذلك هي تكثر من عنايتها به , فجاء الشرع ليأمر بحجبه حتى لا ينحرف المجتمع ويقع في المحذور ويمنع من أي زيادة في التزين في الوجه حتى لو كان لزوجها خشية أن يؤدي إلى تغيير خلق الله , أما الجيب المذكور في الآية فالمراد منه هو فتحة الثوب الذي يدخل منه الرأس عندما تريد أن تلبس المرأة جلبابها فيكون الخمار منسدلا من أعلى الرأس ساترا جيب المرأة أي ساترا فتحة الثوب جهة الرأس فإذا وضعت الخمار على رأسها بتلك الطريقة أحتجب وجهها وامتد الخمار على صدرها وسترت بتلك الكيفية محاسنها وزال عنها الحرج وسلم الرجال من فتنتها وحسن جمال وجهها .
أما الزينة الظاهرة التي لا تستطيع المرأة ستره فهي كمثل طول القامة أو امتلاء جسدها أي أن تكون زائدة في وزنها , أو أن تعرف بأنها رشيقة بالنظر إليها من بعيد وغيره من شكل خارجي يبدو ويظهر وهي مرتدية كامل ملابسها وحجابها , فهذه زينة معذورة فيها فلا حول لها ولا قوة في ردها إلا أن تمكث في البيت وتمتنع من الخروج وهذا تشدد لم نؤمر به , فخروجها هو أمر ضروري في كل زمان تحتاج إليه وخاصة في هذه الأزمنة من أجل العلم والعلاج وصلة الأقارب وغيره من ضروريات تسوق تجبرها للخروج , فلا بأس أن تخرج وهي محتجبة غير مظهرة لشيء من زينتها لبعض شأنها قال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور , وذكر الألباني في أرواء الغليل بسند صحيح عن جابر بن عبدالله أن ابن عباس قال : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) قال الكفُّ ورقعةُ الوجهِ . أي لا يبدين أكفهن ولا دائرة وجوههن إلا للمحارم , وبعض المفسرين فهمها على أن هذا استثناء لها أي أن تخفي كل شيء إلا الكفين والوجه , والحقيقة أنه لا ينبغي أن تفهم هذه الآية بهذا التفسير فلو كانت مستثناة لكان السياق في الآية يقتضي أن تكون الآية ( ولا يبدين زينتهن إلا ما أظهرنه ) , أي تعمدن في إظهاره وأردن ذلك , ولكن الآية تقول ( ما ظهر منها ), أي أن تلك الزينة قد ظهرت من غير قصد منها وتلك الزينة غالبة عليها فلا تستطيع إخفائها , وقد جاء في السيرة أن رجلين قد مرا بالطريق بجوار المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم يكلم إحدى نسائه وهي راجعة لبيتها فأسرعا مرورا قريبا منهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها أمكم صفية أو كما جاء في الحديث , فلو كانت كاشفة الوجه لتمكنوا من معرفتها ولا حاجة لتعريف الرجلين من تكون هذه المرأة وقوله أنها أمكم صفية رضي الله عنها , وكذلك في حادثة الإفك لما عادت عائشة رضي الله عنها بعد بحثها عن العقد الذي فقدته إلى موقع الهودج الذي تركبه ووجدت أن الجيش قد تحرك وأخذوا الهودج معهم ولم يشعروا بها أنها خارج الهودج , والتي جاء ذكر قصتها في صحيح البخاري فتقول : فبينا أنا جالسة في منزلي ( أي مكان الهودج الذي أخذه الجيش) غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته ، فوطئ على يديها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول .... ، إلى أخر الرواية ) , فلما رأى المنافقون هذا المنظر أشتعل الإفك وكثر الطعن على زوج النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت القصة بين أهل المدينة وخاض فيها من كان منافقا أو ضعيفا في إيمانه , فالشاهد من هذا الحادثة أنها لما أحست باقتراب أجنبي منها احتجبت مباشرة وغطت وجهها .
وكذلك من الأمور التي يتبين لك حرص نساء المؤمنين وخاصة أمهات المؤمنين في التستر ما روي عنهن أنهن كن يلبسن الثياب الطويلة المذيلة التي تسحب خلفها على الأرض وذلك خشية أن ينكشف شيء من أقدامها عند الحركة , والمعلوم أن كشف الوجه والنظر إليه أشد فتنة على الرجل من انكشاف قدم المرأة , فعن أم سلمة قالت : سئل صلى الله عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها ؟ قال : شبرا ، قالت : إذا ينكشف عنها ، قال : فذراعا لا تزيد عليه " . فانظر كيف كانت أمهات المؤمنين يبالغن في ستر أقدامهن فكيف بوجوههن , إن المرأة الصالحة التي تحب الله ورسوله هي التي تحفظ نفسها من أن تفتن أحدا أو تفتتن بأحد , وجاء في سنن أبي داود عن أمِّ سلَمةَ قال: لمَّا نزلت: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرجَ نساءُ الأنصارِ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ , صححه الألباني , أي من كثرة الأغطية التي تلفه على رأسها يحسبه الناظر من بعيد أن على رأسها غراب واقف.
ومع هذا المنع والحرص على سد كل ذريعة تؤدي إلى حدوث فتنة بين الرجل والمرأة إلا إنه رخص للخاطب أن ينظر إليها قبل أن يعقد عليها حتى تتوافق القلوب ولا تختلف بعد الزواج , فعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا " . وَفِي الْبَاب : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَجَابِرٍ ، وَأَبِي حُمَيْدٍ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَالُوا : لَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مَا لَمْ يَرَ مِنْهَا مُحَرَّمًا ، وَهُوَ قَوْلُ : أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاق ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَحْرَى : أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ، قَالَ : أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا , والنظر محصورا على ما يطلع عليه المحارم كالوجه والكفين والشعر أي في الحدود المعقولة ولا يتوسع فيها ويكون في بيت أبيها أو أحد محارمها لا يخلو بها ولا يفعل كما يصنع بعض الجهال من ترك الحرية لهما في الذهاب والإياب خارج المنزل من باب التعارف على بعض فهذا محرم يؤدي إلى منكر وفاحشة والعياذ بالله .
فعلى المرأة أن تكون في هذه الدنيا مستقيمة على شرع الله لا تظهر زينتها ولا ينكشف منها شيء إلا لمحرم فإن فعلت ذالك فقد صانت نفسها عن الحرام , فقد ذكر الألباني في صحيح الجامع عن أبي هريرة قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ " , ومن المعلوم أنه لا يجتمع الإحصان مع التبرج وهي باذلة زينتها للناس تعرض جمالها للجميع صباح مساء , وجاء في حديث أخر يصف فيها النساء الصالحات , فقد ذكر الألباني في صحيح الجامع عن سلمان بن يسار قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خَيرُ نِسائِكُم الوَلُودُ الوَدُودُ ، والمُواسِيةُ المُواتِيةُ إذا اتَّقَيْنَ اللهَ ، و شَرَّ نِسائِكُم المُتَبَرِّجاتُ المُتخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المُنافِقاتُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنهُنَّ إلا مِثلُ الغُرابِ الأَعْصَمِ " . والغراب الأعصم هو غراب نادر شكله وتواجده بين الغربان أي أن النساء الصالحات العفيفات قليل عددهن في عامة النساء كمثل ندرة الغراب الأعصم في عامة الغربان , والغراب الأعصم ما كانت ساقاه ومخالبه حمراوتين وشيء من ريش بطنه , ولم يرخص الشرع للنساء التبرج أي كشف وجهها لعامة الناس إلا المرأة الكبيرة في السن الذي ذهب جمالها وزالت فتنة وجهها ولو بقيت على الحجاب فهو خير لها من كشفه قال تعالى ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور (60) .
ندعو الله أن يعصم نسائنا وفتياتنا من الوقوع في التبرج وكشف الوجه الذي أفتتن به الرجال وزاد من فتنته النساء لكثرة كشفه وعنايتهن به حتى وصل الأمر إلى تغيير خلق الله , وتشبهن في كثير من أحوالهن بالفاجرات المائلات المميلات , أسأل الله أن يصلح أحوال نسائنا وفتياتنا وأن يرد المتبرجات منهن إلى الحجاب و إلى طاعة الله حتى لا يصيبهن سخط الله وشديد عقابه ... والحمد لله رب العالمين .
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1xvq74G
via موقع الاسلام
حجاب المرأة المسلمة
إن الإسلام دين سماوي عظيم شرع الله فيه للمسلمين نظام حياتهم , وجعل بيان ذلك في مصدرين عظيمين هما الكتاب والسنة الصحيحة اللذان يشتملان على تفاصيل تلك الشريعة , وما جد ويجد من حوادث مستقبلية فإنها لا تخرج من أن تندرج وتستقيم تحت حكم عام تخضع فيها للقياس لتنضبط بأحكام الشرع الحنيف .
وحجاب المرأة هو حكم أصلي مستمد من الكتاب العزيز وله بعض التفاصيل في السنة المطهرة , قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الأحزاب (59) , فإذا احتجبت المرأة فلا يكاد أحد يستطيع معرفتها إلا زوجها أو أبنها أو قريب لها بطريقة مشيها أو طولها أو علامات أخرى هو يعرفها بها , وبذلك تسلم من أذية المنافقين ومن في قلبه مرض, قال تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب (53) , فجعل التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبية عن طريق حجاب يقطع ويحول بين النظر , والحجاب للمرأة سببا لتحصين جميع القلوب وخصوصا الرجال وحمايتهم من سهام النظر المحرم , وقال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور (31) , وفي هذه الآية بيان لحكم الحجاب ومن هم الأشخاص المستثنون من احتجاب المرأة , الذين يجوز لهم الإطلاع على زينتها ويضاف إلى المحارم إلى ما ذكر في الآية الأعمام والأخوال والأخوان من الرضاعة , أي أن الأصل هو الاحتجاب عن كل الرجال إلا من كان محرم لها أو كان ملك يمين أو مقطوعين الشهوة من الرجال أو الأقارب من الرضاعة , وما عداهم فعليها أن تحتجب عنهم ولا تظهر زينتها للرجال إلا ما ظهر منها .
إن المرآة قد زينها الله بخلقة حسنه وجمال وفتنة لتكون جذابة للرجل ليحصل بينهما التزاوج والذرية , فإذا احتجبت عن الرجل سلم من الانجذاب والإعجاب بها أعجابا يؤدي للفواحش , فاحتجابها عنه يضطره للبحث عن طرق صحيحة يتوصل بها إلى الزواج الشرعي , والجميع يعلم أن مجمع الزينة هو الوجه وتتفاوت النساء في مراتب الحسن , ويعد الوجه المقياس الأول لجمال المرأة , لذلك عد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الجمال سبب من أسباب دواعي نكاح المرأة ويعد أحد أربعة أسباب رئيسة يكثر الإقبال والطلب عليها فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " , وقد يتغاضى الناس عن صفات أخرى مفقودة عند المرأة إذا كانت جميلة في وجهها , كأن تكون بدينة ولكنها جميلة الوجه أو غير متعلمة ولكنها جميلة حسناء , والوجه يحمل عدة محاسن مجتمعة كالأنف في اعتداله والعينين في أتساعها والأسنان في اصطفافها ويتبع كذلك محاسن الوجه الشفتين والخدين والجبهة وصفاء البشرة وغيره من محاسن , فإذا أجتمع الحسن في كل هذه الأمور أصبحت فاتنة يتصارع الفتيان على خطبتها وتبعث لها الهدايا لكسب ودها , فكان الوجه الحسن مطمع الرجال وموقع زينة بحيث إذا نظر إليها أسرته , وكم من امرأة صالحة تركت بسبب أنها ليست من ذوات الجمال اللواتي يتطلع إليهن الخاطب , فجاءت الآية الكريمة تمنع ظهور أي شيء من زينتها وتعده فتنة يجب ستره على الجميع إلا الزوج الذي عقد عليها فهي حلال عليه بكاملها أما محاسنها الأخرى كالوجه والشعر والذراعان والأقدام فلا بأس أن تظهره لمحارمها .
إن الوجه هو مجمع الحسن واتجاه النظر عند الرجل , فأول نظرة من الرجل على المرأة إذا رآها تنصب مباشرة على وجهها من غير أن يشعر فإذا وجده مستورا فقد أعانته على غض بصره وإن لم تعنه وكانت كاشفة لوجهها فلا بد من أن تسبق عينه إلى النظر إليها إلا من عصمه الله بغض بصره قال تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور (30) , فتغطية المرأة لوجهها هو تغطية لأهم مكان من أماكن زينتها وحفظ لشيء جذاب من فتنتها ولذلك أمرت بإسدال الخمار عليه , قال تعالى ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) النور , فجاءت الآية الكريمة تأمر بضرب الخمار وهو الحجاب على وجه المرأة وإسداله على جيبها , ولذلك جاء لعن النامصات اللواتي اشتغلن بتزيين حاجب العين وموقعه في الوجه وحتى لو كان ذلك التزيين لزوجها , وجاء كذلك التزيين في الأسنان بالوشر والتفليج ليزددن حسنا وجاء النهي عن ذلك ولو كان للزوج والأسنان مكانها الوجه , وكذلك الوشم في الخد والذقن والجبهة لزيادة الحسن وجاء فيه من الوعيد باللعن وذلك كله في الوجه , ويتبع ذلك وضع المساحيق على خدودهن وغيره من تزيين وتحسين , ومنهن من يخزمن أنوفهن ويحلينه بالذهب وهذا كله من زينة الوجه الذي يزيد المرأة جمال وفتنة للرجل .
إن المرأة تعلم أن زينتها تكاد تنحصر في الوجه فلذلك هي تكثر من عنايتها به , فجاء الشرع ليأمر بحجبه حتى لا ينحرف المجتمع ويقع في المحذور ويمنع من أي زيادة في التزين في الوجه حتى لو كان لزوجها خشية أن يؤدي إلى تغيير خلق الله , أما الجيب المذكور في الآية فالمراد منه هو فتحة الثوب الذي يدخل منه الرأس عندما تريد أن تلبس المرأة جلبابها فيكون الخمار منسدلا من أعلى الرأس ساترا جيب المرأة أي ساترا فتحة الثوب جهة الرأس فإذا وضعت الخمار على رأسها بتلك الطريقة أحتجب وجهها وامتد الخمار على صدرها وسترت بتلك الكيفية محاسنها وزال عنها الحرج وسلم الرجال من فتنتها وحسن جمال وجهها .
أما الزينة الظاهرة التي لا تستطيع المرأة ستره فهي كمثل طول القامة أو امتلاء جسدها أي أن تكون زائدة في وزنها , أو أن تعرف بأنها رشيقة بالنظر إليها من بعيد وغيره من شكل خارجي يبدو ويظهر وهي مرتدية كامل ملابسها وحجابها , فهذه زينة معذورة فيها فلا حول لها ولا قوة في ردها إلا أن تمكث في البيت وتمتنع من الخروج وهذا تشدد لم نؤمر به , فخروجها هو أمر ضروري في كل زمان تحتاج إليه وخاصة في هذه الأزمنة من أجل العلم والعلاج وصلة الأقارب وغيره من ضروريات تسوق تجبرها للخروج , فلا بأس أن تخرج وهي محتجبة غير مظهرة لشيء من زينتها لبعض شأنها قال تعالى (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور , وذكر الألباني في أرواء الغليل بسند صحيح عن جابر بن عبدالله أن ابن عباس قال : ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) قال الكفُّ ورقعةُ الوجهِ . أي لا يبدين أكفهن ولا دائرة وجوههن إلا للمحارم , وبعض المفسرين فهمها على أن هذا استثناء لها أي أن تخفي كل شيء إلا الكفين والوجه , والحقيقة أنه لا ينبغي أن تفهم هذه الآية بهذا التفسير فلو كانت مستثناة لكان السياق في الآية يقتضي أن تكون الآية ( ولا يبدين زينتهن إلا ما أظهرنه ) , أي تعمدن في إظهاره وأردن ذلك , ولكن الآية تقول ( ما ظهر منها ), أي أن تلك الزينة قد ظهرت من غير قصد منها وتلك الزينة غالبة عليها فلا تستطيع إخفائها , وقد جاء في السيرة أن رجلين قد مرا بالطريق بجوار المسجد والرسول صلى الله عليه وسلم يكلم إحدى نسائه وهي راجعة لبيتها فأسرعا مرورا قريبا منهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها أمكم صفية أو كما جاء في الحديث , فلو كانت كاشفة الوجه لتمكنوا من معرفتها ولا حاجة لتعريف الرجلين من تكون هذه المرأة وقوله أنها أمكم صفية رضي الله عنها , وكذلك في حادثة الإفك لما عادت عائشة رضي الله عنها بعد بحثها عن العقد الذي فقدته إلى موقع الهودج الذي تركبه ووجدت أن الجيش قد تحرك وأخذوا الهودج معهم ولم يشعروا بها أنها خارج الهودج , والتي جاء ذكر قصتها في صحيح البخاري فتقول : فبينا أنا جالسة في منزلي ( أي مكان الهودج الذي أخذه الجيش) غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما كلمني كلمة ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه ، حتى أناخ راحلته ، فوطئ على يديها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول .... ، إلى أخر الرواية ) , فلما رأى المنافقون هذا المنظر أشتعل الإفك وكثر الطعن على زوج النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت القصة بين أهل المدينة وخاض فيها من كان منافقا أو ضعيفا في إيمانه , فالشاهد من هذا الحادثة أنها لما أحست باقتراب أجنبي منها احتجبت مباشرة وغطت وجهها .
وكذلك من الأمور التي يتبين لك حرص نساء المؤمنين وخاصة أمهات المؤمنين في التستر ما روي عنهن أنهن كن يلبسن الثياب الطويلة المذيلة التي تسحب خلفها على الأرض وذلك خشية أن ينكشف شيء من أقدامها عند الحركة , والمعلوم أن كشف الوجه والنظر إليه أشد فتنة على الرجل من انكشاف قدم المرأة , فعن أم سلمة قالت : سئل صلى الله عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها ؟ قال : شبرا ، قالت : إذا ينكشف عنها ، قال : فذراعا لا تزيد عليه " . فانظر كيف كانت أمهات المؤمنين يبالغن في ستر أقدامهن فكيف بوجوههن , إن المرأة الصالحة التي تحب الله ورسوله هي التي تحفظ نفسها من أن تفتن أحدا أو تفتتن بأحد , وجاء في سنن أبي داود عن أمِّ سلَمةَ قال: لمَّا نزلت: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ خرجَ نساءُ الأنصارِ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِربانَ منَ الأَكْسِيَةِ , صححه الألباني , أي من كثرة الأغطية التي تلفه على رأسها يحسبه الناظر من بعيد أن على رأسها غراب واقف.
ومع هذا المنع والحرص على سد كل ذريعة تؤدي إلى حدوث فتنة بين الرجل والمرأة إلا إنه رخص للخاطب أن ينظر إليها قبل أن يعقد عليها حتى تتوافق القلوب ولا تختلف بعد الزواج , فعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا " . وَفِي الْبَاب : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَجَابِرٍ ، وَأَبِي حُمَيْدٍ ، وَأَنَسٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَالُوا : لَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مَا لَمْ يَرَ مِنْهَا مُحَرَّمًا ، وَهُوَ قَوْلُ : أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاق ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَحْرَى : أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ، قَالَ : أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا , والنظر محصورا على ما يطلع عليه المحارم كالوجه والكفين والشعر أي في الحدود المعقولة ولا يتوسع فيها ويكون في بيت أبيها أو أحد محارمها لا يخلو بها ولا يفعل كما يصنع بعض الجهال من ترك الحرية لهما في الذهاب والإياب خارج المنزل من باب التعارف على بعض فهذا محرم يؤدي إلى منكر وفاحشة والعياذ بالله .
فعلى المرأة أن تكون في هذه الدنيا مستقيمة على شرع الله لا تظهر زينتها ولا ينكشف منها شيء إلا لمحرم فإن فعلت ذالك فقد صانت نفسها عن الحرام , فقد ذكر الألباني في صحيح الجامع عن أبي هريرة قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ " , ومن المعلوم أنه لا يجتمع الإحصان مع التبرج وهي باذلة زينتها للناس تعرض جمالها للجميع صباح مساء , وجاء في حديث أخر يصف فيها النساء الصالحات , فقد ذكر الألباني في صحيح الجامع عن سلمان بن يسار قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خَيرُ نِسائِكُم الوَلُودُ الوَدُودُ ، والمُواسِيةُ المُواتِيةُ إذا اتَّقَيْنَ اللهَ ، و شَرَّ نِسائِكُم المُتَبَرِّجاتُ المُتخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المُنافِقاتُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنهُنَّ إلا مِثلُ الغُرابِ الأَعْصَمِ " . والغراب الأعصم هو غراب نادر شكله وتواجده بين الغربان أي أن النساء الصالحات العفيفات قليل عددهن في عامة النساء كمثل ندرة الغراب الأعصم في عامة الغربان , والغراب الأعصم ما كانت ساقاه ومخالبه حمراوتين وشيء من ريش بطنه , ولم يرخص الشرع للنساء التبرج أي كشف وجهها لعامة الناس إلا المرأة الكبيرة في السن الذي ذهب جمالها وزالت فتنة وجهها ولو بقيت على الحجاب فهو خير لها من كشفه قال تعالى ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور (60) .
ندعو الله أن يعصم نسائنا وفتياتنا من الوقوع في التبرج وكشف الوجه الذي أفتتن به الرجال وزاد من فتنته النساء لكثرة كشفه وعنايتهن به حتى وصل الأمر إلى تغيير خلق الله , وتشبهن في كثير من أحوالهن بالفاجرات المائلات المميلات , أسأل الله أن يصلح أحوال نسائنا وفتياتنا وأن يرد المتبرجات منهن إلى الحجاب و إلى طاعة الله حتى لا يصيبهن سخط الله وشديد عقابه ... والحمد لله رب العالمين .
اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,
حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة,حجاب المرأة المسلمة
from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1xvq74G
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/1z4kVQZ
via IFTTT

0 comments:
Post a Comment