Home » , » 3lislam حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ) الاسلام

3lislam حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ) الاسلام

Written By on Thursday 1 December 2016 |

حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول )

وفاة العلامة المجاهد " عبد الحميد بن باديس " في 8 ربيع الأول 1359هـ :
نجحت دعوة ابن باديس في إحياء الروح العربية الإسلامية في الجزائر، وفجرت طاقات الجهاد في النفوس ونبَّهت الغافلين، وتجمَّعت لديه خصائص فكرية ونفسية مكَّنته من القيام بجلائل الأعمال، فكان متضلعًا في علوم التفسير والحديث والفقه، مُلمًا بمشكلات مجتمعه، عارفًا بما يُصلحه، مؤثرًا في غيره، سمحًا متواضعًا، شجاعًا صارمًا في الحق
ولد وفرنسا تحتلّ البلد منذ 60 سنةً آنذاك و تعمل بكلّ وسيلة على استئصال الإسلام واللغة العربية بالاعتماد أساسا على منع التعليم ونشر الخرافات وإضفاء "الفرنسة" على كل نواحي الحياة التربوية والاجتماعية والسياسيّة،
عاش أقلّ من واحد وخمسين سنةً فقط، لكن الله - تعالى -بارك له فيها ووفّقه إلى أعمال جليلة أبقت للجزائر إسلامها وعربيّتها وردّت لها استقلالها بعد أن احتلّتها الجيوش الفرنسية وظلّت مستعمرة مدّة 132 سنةً.
تعليم الامة كان هو غايته الحقيقية، وإحياء الروح الاسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الاسلامية هو شغله الشاغل، وقد آتت دعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي بعد وفاته من خلال الجيل الذي شارك في صناعته و صياغته هو ورفاقه
اسمه
هو " عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس " ، ولد في مدينة " قسنطينة" بـ " الجزائر " سنة " 1308هـ " الموافق عام 1889م ، وقد عرفت أسرة " ابن باديس " بالعلم والفضل منذ القدم فهي ترجع في أصلها إلى " المعز بن باديس الصنهاجي " مؤسس الدولة " الصنهاجية الأولى " الذي قاوم بدع الفاطميين ودحرها ، ونصر السنة وأظهرها، فأزال مذهب الشيعة الباطنية، وأعلن مذهب المالكية في الفقه مذهبًا للدولة، وبالتالي انفصل عن الدولة الفاطمية بمصر، وكان ذلك في حدود سنة404 هـ ـ، وقد توفي المعز لدين الله بن باديس في حدود سنة 405 هـ.
نشأته :
اشتُهرت أسرته بالعلم والتدين، أرسله والده إلى المدارس الدينية فحفظ القرآن وتعلم تجويده وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة سنة على الشيخ محمد المداسي، فنشأ منذ صباه في رحاب القرآن فشب على حبه والتخلُّق بأخلاقه وكان من مشايخه المؤثرين به بعد ذلك الشيخ حمدان الونيسي الذي كان يدرس النحو والحساب والأدب العربي والفقه والتوحيد بالجامع الكبير بقسنطينة
ذهب بن باديس إلى تونس واستقر في جامع الزيتونة عام 1908 م حيث أخذ ابن باديس العلم من أساتذة وشيوخ بارزين كان لهم الأثر البالغ في تكوينه الفكري واتجاهه الإصلاحي من أبرزهم محمد النخلي و الخضر بن الحسين و محمد الطاهر بن عاشور و البشير صفر وتخرج من الزيتونة عام 1911 م
عاد ابن باديس إلى الجزائر وبدأ يعلم الطلاب و يثقف العامة و يخطب في الناس و يكتب في الصحف
ثم سافر بعدها إلى البقاع المقدسة للحج سنة 1912 و مكث في المدينة المنورة لاستكمال رحلته في طلب العلم ، فطاب له المقام وقرر البقاء فيها ، و التقى هناك بشيخه حمدان الونيسي الذي هاجر إلى المدينة فرارا من اضطهاد الفرنسيين له و التقى محمد البشير الإبراهيمي و توطدت صلتهما و تدارسا كثيرا أمر الاحتلال الفرنسي و طرق التخلص منه ، كما التقى بالشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر وخدمة الإسلام والعربية فيها بقدر الإمكان .
فاستجاب ابن باديس لنصيحته و قرر العودة وطاف في طريق العودة بالشام ومصر والتقى دعاة الإصلاح، ولم يرجع إلى الجزائر إلاّ وهو شعلة متّقدة من الرغبة في خدمة دينه ولغته وبلده
برنامج الإصلاح :
عاد ابن باديس من الحجاز في عام (1913م) و بدأ جهوده الاصلاحية بإلقاء دروس في تفسير القرآن بمساجد قسنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثه العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه كاملا بعد خمسة وعشرين عاماً، فاحتفلت الجزائر بختمه في (31 من ربيع الآخر 1357 هـ - 21 من حزيران 1938 م ).
ثم بدأ يسافر إلى المدن والقرى واضعاً لذلك برنامجاً منظماً، فصال وجال في الجزائر العاصمة، وفي تلمسان، ثم وهدان.
ولم تمض سنوات خمس حتى بلغ أتباعه ومريدوه في عام (1918م) ألف شاب بهذه العدّة التي أعدّها، وبهذه اللبنة انطلق الرجل للبناء، فحوّل الألف شاب إلى كتائب تنطلق لتعليم بقيّة الأمة الجزائرية.
أهمية التعليم
وبدأ الرجل يصنع معجزة على أرضه على الرغم من محاربة فرنسا للتعليم، وإقفالها المدارس، إلا أنه استطاع أن يكسر هذا الحاجز، وينشى‏ء بأقل الإمكانيات، وبما هو متاح منها عشرات المدراس الأهلية المتفرقة في أنحاء المدن والبلاد.
ويعد الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضاً، وتطرقت إلى إصلاح التعليم وتطوير مناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الاخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتباً للتعليم الابتدائي في مسجد سيدي بو معزة، ثم انتقل الى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية

ثم تطور المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ – 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس. وقد هدفت الجمعية إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ويجدر بالذكر أن قانون الجمعية نص على أن يدفع القادرون من البنين مصروفات التعليم، في حين يتعلم البنات كلهن مجاناً.
جدير بالذكر أن الشيخ أولى عنايةً خاصة لتعليم المرأة رغم وطأة الأعراف والتقاليد، وجعل للبنات صفوفاً خاصة في نفس قسم البنين في مدارس الجمعيّة وفي معهد ابن باديس الثانوي بقسنطينة، كما أن مجلس إدارة جمعية العلماء كان يضم امرأة هي السيدة فاطمة غراب، وغني عن البيان أن هذا كان جرأة كبيرة آنذاك لا تتقبلها الذهنيات ولكنه سبق له دلالته.
وركز على إعداد المرأة المسلمة للقيام بوظيفة تربية الأجيال فيشير إلى ذلك بقوله: "إذا أردنا أن نكوِّن رجالاً، فعلينا أن نكوِّن أمهات متدينات، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعليم البنات ، وتربيتهن تربية إسلامية، وإذا تركناهن على ما هن عليه من الجهل فمحال أن نرجو منهن أن يكوّنوا لنا رجالا عظماء ".

أهمية الصحافة
أدرك ابن باديس أهمية الصحافة باعتبارها من أهم وسائل وأدوات العصر لنشر أفكاره الإصلاحية بين قطاعات الشعب المختلفة فإلى جانب الدروس والمحاضرات والخطب اتخذ من الصحافة منبرًا آخر لبيان المفاهيم الإسلامية الصحيحة، فقد شارك ابن باديس في تأسيس جريدة "النجاح" ، ثم جريدة "المنتقد" ثم أسس جريدة "الإصلاح"، كما اشترك في تحرير الصحف التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل السنة والصراط والبصائر و الشهاب كما أسس أيضًا "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" سنة 1931 وكان رئيسًا لها

"جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" :
وتأسست الجمعية بعد احتفال عملاء الاحتلال بمضي قرن على احتلال الجزائر فكان ذلك رداً عملياً على المحتفلين الذين كانت أصواتهم تردد الجزائر فرنسية وكان شعار العلماء المصلحين "الإسلام ديننا ، العربية لغتنا ، الجزائر وطننا"
في عام (1926م) أنشأ العلماء الجزائريون «نادي الترقي» ليكون ملتقى فكرياً لهم... ولم يقتصر النادي على زمرة بعينها، أو جماعة محدّدة، وإنما كان مفتوحاً لكل وطني يريد أن يشارك في بناء لبنة من لبنات الوحدة الوطنية الجزائرية، التي طالما حاول الفرنسيون تفتيتها.
وعندما أصبح النادي ملتقى لأهل الفكر في الجزائر، توجه عبد الحميد بن باديس إلى رواد النادي بالمحاضرات، ودروس التفسير.
وفي خلال أربع سنوات من عام (1926م) إلى عام (1930) أصبح النادي ذا ثقل ثقافي وتأثير جدي.
وكان عام (1930) ذكرى مأساة احتلال الفرنسيين للجزائر... حيث أراد المحتل لهذه المناسبة احتفالاً كبيراً تشارك فيه كل فرنسا، من أكبر مسؤول إلى رجل الشارع.
اعتمدت فرنسا لبلوغ هدف طمس الهوية على عنصرين هما:
1- منع التعليم عن عموم الشعب والاستفادة من حالة الجهل والأمّيّة لتغيير التاريخ وتغييب حقائق الشخصيّة الجزائريّة.
2- تكوين نخبة جزائريّة متشبّعة بالقيّم الفرنسية تتنكّر للأصالة وتصنع للجزائريين حلماً يراودهم هو الحصول على مزايا فرنساٍ إذا برهنوا أنّهم في مستواها ويستحقّونها.

في هذه اللحظات الصعبة كانت خطا الجهاد تشق طريقها بصعوبة وسط صعوبات التعريب، وبطش المستعمر، والحملات التبشيرية الفرنسية، حتى قال أحد الفرنسيين:
«إنّ عهد الهلال قد ولّى، وإنّ عهد الصليب قد بدأ، وإنه سيستمر إلى الأبد». في هذه اللحظات كان لا بدّ من خطوة للأمام... وبعد الاحتفالات، وفي عام (1931) في شهر مايو أنشأ العلماء الجزائريون في ناديهم... نادي الترقي... «جمعية العلماء المسلمين الجزائرية».  ومن الطبيعي أن يترأسها الإمام عبد الحميد بن باديس.
وقد انتهى إلى الجمعية علماء على رأسهم، الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والشيخ الطيب العقبي، والشيخ العربي التبسي و مبارك الميلي.
لذلك كانت هموم الجمعية، واهتماماتها، وأهدافها تتركز على ثلاثة جوانب:
1- العقيدة، واستخدامها في ميدان جهادي صعب مثل ميدان الجزائر، الذي أصابه الإحباط من جراء هجمات تبشيرية عنيفة، ووضع الصوفية في البلد الذي له طابع البدع والاستسلام.
2- إن عملية التعريب كانت هي التحدي الأكبر الذي يواجه العلماء، وتحقيقه هو الحلم الكبير، الذي إن فعلوه فقد نجحوا نجاحاً كبيراً في مهمتهم، لذلك كان الشعار الثاني: «العربية لغتنا».
3- الانتماء إلى الوطن، فلا تكفي مئة عام لتغيير شخصية وطن، أو تمحو من الوجود صبغة شعب، مهما طال الزمن، فالاحتفال بمرور مئة عام مقولة رهيبة، قد تبعث على الاعتقاد أن هذه البلاد لم تعد عربية، ولن تصبح إسلامية.
عملت الجمعية على إنشاء المدارس في قرى ومدن الجزائر، وضرورة العمل وبسرعة في هذه المدارس، وبأيّ إمكانات موجودة، حتى وصل عدد المدارس التي أُنشئت إلى مئتي مدرسة، كلّها تساهم في تعريب الجزائريين، وتعليمهم أصول دينهم، والوقوف في وجه حركات المبشرين.
و كان هذا هو برنامج عمل الجمعيّة: التمسّك بالإسلام وإحياء اللغة العربيّة وتحرير الجزائر، ولتجسيده فتحت الشعب والمدارس والمعاهد وأصدرت جريدة "البصائر" الغراء، وطاف أعضاؤها أرجاء البلاد يدرّسون ويحاضرون رغم مضايقات الإدارة الفرنسية.
هذه الحركة الواسعة للجمعية، والأداء المنظم والمحكم، جعل فرنسا نخشى خطة الجمعية، فبدأت في مضايقة خطوات الجمعية، ومحاولة التأثير على خططها، فقام بتعطيل المدارس، ومنع العلماء من إلقاء الخطب في المساجد، وقاموا بإيداع المدرسين في السجون، ومضايقتهم.
ثم تطور الأمر عند ذلك بأن قام مدير الأمن العام الفرنسي بالجزائر، ونصّب نفسه رئيساً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجزائرية، وأصدر تعليمات محددة بمراقبة ورصد تحركات «عبد الحميد باديس»، وجعل وعاظاً رسميين تابعين للحكومة، يقومون بإلقاء الخطب، واستبعد من ذلك علماء الجمعية.
وقد نجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الامة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الاسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس

الصوفية و الطرقية
والجدير بالذكر أن ابن باديس قد وجد في طريق عمله الإصلاحيّ خصماً آخر إلى جانب الاحتلال الفرنسي هو "الطرقية" وهي عبارة عن مجموعات تزعم الانتماء للتصوّف وهي غارقة في الخرافات والنزعة المادّيّة، فتحالفت مع العدو الفرنسيّ ضدّ العمل الإصلاحيّ الّذي سعى رموزه إلى تصحيح العقيدة والسلوك وتنوير العقول بحقائق الإسلام ومحاربة عبادة الأضرحة وتقديس الشيوخ والتفسيرات الخرافية للدين واستغلاله في استغفال الناس وأكل أموالهم بواسطة الولائم والزيارات والهدايا الّتي تساق للشيوخ الأحياء والأموات، ولم يتساهل ابن باديس مع هذا الاتّجاه وشدّد عليه الخناق تربويّاً وإعلاميّاً وفضح أساليبه المنافية للشرع وعمل على نشر العقيدة السلفيّة الصافية المعتدلة بعيداً عن كل تنطع وغلوٍّ.

مواجهة المحتل
خاض ابن باديس المعترك السياسي- على الرغم من انشغاله بالتربية والتعليم-، وبذل جهودًا مُضنيةً من أجل الارتفاع بشأنهما، وكان شجاعًا رابط الجأش يجهر بالحق متى علمه واستيقنه، لا يهاب أن يعلن رأيه وإن أغضب المحتلين أصحاب الحول والقوة في الجزائر، فجاهر بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي وأنه استبدادي غير إنساني، يتناقض حتى مع ما تزعمه فرنسا من أن الجزائر فرنسية.

ودعا إلى عقد مؤتمر إسلامي في الجزائر سنة (1355هـ = 1936م)؛ للحيلولة دون تنفيذ مؤامرة إدماج الشعب الجزائري المسلم في الأمة الفرنسية المسيحية، التي كان ينادي بها بعض نواب الأمة الجزائريين، ورجال السياسة الموالين لفرنسا، ونجح ابن باديس ورفاقه في القضاء على هذه الفكرة الخبيثة، وإفشال فكرة الاندماج مع فرنسا التي خُدع بها بعض الجزائريين.

ولما لاحت نُذر الحرب العالمية الثانية سعت فرنسا إلى كسب تأييد مختلف القطاعات السياسية في الجزائر، فأبدى الخاضعون لسلطانها تأييدهم، ولما عرض هذا الأمر على جمعية العلماء المسلمين رفضته بأغلبية أصواتها، وقال ابن باديس كلمته الشهيرة: لو كانت الأغلبية في جانب موالاة فرنسا لاستقلْت من رئاسة جمعية العلماء، وأنه لن يوقّع على البرقية ولو قطعوا رأسه

كان بن باديس شجاعاً وجريئاً لا يخاف في الله لومة لائم، تجسد ذلك في مواقف عدة ، ومنها موقفه مع وزير الحربية الفرنسي "دلادييه" أثناء ذهاب وفد المؤتمر الإسلامي إلى باريس عام 1936 حيث هدد الوزير الفرنسي الوفد الجزائري وذكرهم بقوة فرنسا وبمدافعها بعيدة المدى قائلاً: "إن لدى فرنسا مدافع طويلة"، فرد عليه ابن باديس: "إن لدينا مدافع أطول فتساءل "دلادييه" عن أمر هذه المدافع؟ فأجابه بن باديس: "إنها مدافع الله"
وكان له ـ رحمه الله ـ هذه الكلمات:
شعب الجزائـر مسلم         وإلى العـروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله      أو قال مات فقد كـذب
أو رام إدمـــاجاً له رام        المحال من الطلب
يا نشءُ أنت رجـاؤنا     وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحــها و خض الخطوب و لا تهب
فإذا هلكت فصيحتي     تحيا الجزائر و العرب

آثار ابن باديس العلمية :
انشغل ابن باديس ببناء الإنسان وإنقاذ الأجيال التي ولدت في أحضان الاستعمار عن تأليف الكتب، لأنه كان يؤمن بأن بناء الإنسان أصعب، ولكنه أجدى للأمة، من تأليف الكتب، لذ كان رحمه الله مشغولاً بإنقاذ جيل ولد وترعرع في أحضان الاستعمار، و إيقاظ أمة حوربت في دينها ومقدساتها، ومكافحة أمية طغت على الشيب والشبان.

ومعظم إنتاجه الفكري مقالات ودروس ألقاها في المساجد والمدارس، سلم لنا بعضها وفُقد معظمها الآخر ، وقد جُمع كثيرٌ من آثاره العلمية بعد وفاته، نذكر منها ما يلي:
أ ـ (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير)
لم يكن الشيخ يكتب من التفسير ما يلقي، ولم تكن آلات التسجيل شائعة الاستعمال، متيسّرة الوجود، ولم يتح له تلميــذ نجيب يسجـل ما يقول، كما أتيح للشيخ محمد عبده في رشيد رضا رحمهم الله، ولكن الله أبى أن يضيّع فضله وعمله، فألهمه كتابة مجالس معدودة من تلك الدروس كان ينشرها فواتح لأعداد مجلة الشهاب، ويسمّيها (مجالس التذكير)، وقد جمعت هذه الافتتاحيات بعد وفاته في في هذا الكتاب

ب ـ (مجالس التذكير من حديث البشير النذير ) وهو شرح موطأ الإمام مالك ، وعلى غرار ما فعل في التفسير، لم يكتب من شرحه للموطأ إلا النزر اليسير في شكل افتتاحيات لمجلة الشهاب، وقد جمعت في هذا الكتاب

جـ ـ (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية): وهي عبارة عن الدروس التي كان يمليها على تلاميذه، في أصول العقائد الإسلامية وأدلتها من القرآن والسنة النبوية على الطريقة السلفية، وقد جمعها وعلق عليها تلميذه البار الأستاذ محمد الصالح رمضان.

د ـ كتاب(رجال السلف ونساؤه) وهي مجموعة من المقالات ترجم فيها ابن باديس لبعض الصحابة رضوان الله عليهم، وما لهم من صفات اكتسبوها من الإسلام، وما كان من أعمالهم في سبيله، نشر تلك التراجم في مجلة الشهاب

هـ ـ كما حقق ابن باديس كتاب (العواصم من القواصم): للإمام ابن العربي، وقدّم له وطبعه سنة 1928م، في جزأين بمطابع الشهاب بقسنطينة.

مما هو جدير بالذكر أنه قد جمع الدكتور عمار الطالبي آثار ابن باديس، ونشرها في أربعة مجلدات، ونشرها في الجزائر سنة (1388 هـ - 1968 م).
وقد قامت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر بجمع كثير ممّا حوته صحافة الجمعية من نشاطات الإمام عبد الحميد بن باديس في مجالات التربية والتعليم، والرحلات التي كان يقوم بها داخل الوطن لنشر دعوته، إضافة إلى ما ذكــــرنا مـــن آثـــاره العلميـــة، تحت عنـــوان: (آثار الإمــام عبد الحميد بن باديس ) في ست مجلدات عام 2007 م
وفاته
في مساء يوم الثلاثاء 8 ربيع الأول سنة 1359 هـ ، الموافق 16 أبريل 1940م، أسلم ابن باديس روحه الطاهرة لبارئها، متأثرًا بمرضه بعد أن أوفى بعهده، وقضى حياته في سبيل الإسلام ولغة الإسلام، وقد دفن -رحمه الله- في مقبرة آل باديس بقسنطينة ، عن واحد وخمسين عامًا
و رثاه شاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة بقصيدة مما جاء فيها :
يـا قــبــــر طبت وطـاب فـيـك عبيـــر هـل أنـت بالضيف العـزيز خبير ؟ 
هـذا (ابن باديس) الإمـام المرتضى (عبد الحميد) إلى حـمـاك يصـير
العـالم الفذ الذي لعلومـه                 صِيتٌ بأطـراف البـلاد كبير                              
بعث الجزائر بعد طـول سباتها          فالشعب فيها بالحيـاة بصـير

إلى أن يقول :
نم هـادئا فالشعب بعـدك راشـد يختـط نهجـك في الهـدى ويسير
لا تخش ضيعة ما تركت لنا سـدى فالـوارثـون لما تركت كثير
 



الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام

حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 – 9 ربيع الأول )

المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2gO0QwA
via موقع الاسلام

from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2gXSXJb
via IFTTT

0 comments:

Post a Comment

Total Pageviews

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات
Powered by Blogger.

Search This Blog