Home » , » 1435"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديميةاسلام

1435"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديميةاسلام

Written By on Saturday, 8 November 2014 |

"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديمية











الكاتب : سيكو مارفا توري | القسم : أصداء سياسية







المقدمة:في ظل التغييرات الهائلة التي تشهدها الدول الإفريقية عموما، والغرب الإفريقي خصوصا في شتى مجالات الحياة؛ الاقتصادية، والسياسية، والفكرية، والثقافية، والدينية، والاجتماعية، والبنى التحتية؛ مما جعلت أنظار الدول الكبرى وغيرها تصُب تركيزها أكثر فأكثر على المنطقة، في محاولة استمرار نفوذها واستبقاء مصادر ثرواتها في وقت تاريخي حساس للمنطقتين: حساس للغرب التي تعيش في اضطراب في الرؤى والتحليلات وغياب معيار واضح للمبادئ والقيم، والأنكى أنها تعيش أزمة اقتصادية متصاعدة لم تجد لها مخرجا. ووقت حساس لإفريقيا في نبذ الماضي، والجهاد لتغيير الصورة الإفريقية القديمة، حيث يحاول الأفارقة بيان وعيهم وإثبات إبائهم، وأن قارتهم مؤهلة للنهوض والوقوف بعد أن طالت النظرة الدونية، وطال الاستعمار والاستغلال، وأن القارة أخصب قارة للإنتاج، في ظل هذه التغييرات الهائلة يأتي مسمى "المظاهرة المليونية" أمس الثلاثاء في عاصمة بوركينا فاسو – وغادوغو، لتحوّل أنظار العالم من جديد إلى القارة السمراء، قارة العالة، قارة المشاكل كما رسم له القدر منذ عصور النهضة إلى عصر ما بعد الحداثة، أو كما أراد شعبها أو كما يحلو لبعضهم على الأقل إظهار القارة بها! فما تداعيات هذه المظاهرة يا ترى؟التاريخ السياسي لبوركينا فاسو:لعل الغرب الإفريقي كله كان دولة واحدة قبل الاستعمار، يغلب عليه النظام الإمبراطوري، وتعاقبت إمبراطوريات متعددة على المنطقة مدا وجزرا، إلا أن الاستقلالية والعظمة والعزة والحضارة الِّنسبية وحفظ الحدود والبلاد كانت سمة كل امبراطورية إلى أن أتى عصر الاستعمار، والذي بدأ نتيجة مزيد كرم أبناء المنطقة وبراءتهم السطحية الزائدة، مما جعل الغير يطمع فيهم. وكانت المنطقة تأخذ اسم الامبراطورية القائمة، إلى أن سماها الرحالة الفرنسيون ومؤرخوها باسم فولتا العليا نسبة إلى نهر فولتا العليا التي تمر بالمنطقة في مقابل فولتا الصغرى والوسطى. وبقي الاسم كذلك إلى أن غيره الرئيس الخامس توما سانكارى 1984 ليطلق على المنطقة بوركينا فاسو؛ تحررا من الاسم الغربي الغريب، واعتزازا بالاسم المحلي الذي يحمل معنى بلد الأحرار، أو دولة الإباء.كان الرئيس الأول موريس يمويغو (Maurice Yaméogo)، والذي حكم كأول رئيس بعد الاستعمار من 1960 إلى 1966، لتنتهي فترة حكمه بانقلاب عسكري. وحكم الرئيس الثاني الحاج أبوبكر سنجويل لاميزانا (Elhaj Aboubacar Sangoulé Lamizana)، من حينه إلى 1980، وانتهت فترة حكمه هو الآخر بانقلاب عسكري رغم محاولاته التقريب بين الجيش والمدنيين، وحكم الرئيس الثالث سي زربو (Saye Zerbo)، بعده إلى 1983 لتنتهي مدة حكمه أيضا بانقلاب عسكري، وآل الأمر إلى الرئيس الرابع زين-بابتيس ويدراغو ( Dr. Jean-Baptiste Ouédraogo) والذي انتهت فترة رئاسته كذلك بانقلاب عسكري سنة 1982، وتقلب السلطة من بعده توما سنكارا ( Thomas Sankara)، إلى أن انتهت فترته بانقلاب عسكري، ليتولى السلطة من بعد الرئيس الحالي بليس كومباوري (Blaise Compaoré) سنة 1983، ومنذ ذاك إلى يومنا هذا والرئيس الخامس على كرسي الرئاسة. وهكذا، تعاقب على رئاسة الدولة ستة رؤساء منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، لكن للأسف يخبرنا التاريخ أن كل رئيس أتى نتيجة انقلابٍ من أولهم إلى يومنا هذا، وبإيعازات خارجية كأول عامل لهذه الانقلابات بناء على مصالح سياسية خارجية مع بعض المصالح الشخصية، والتي قد لا يفطن المواطن لها، على أن الرئيس الثاني الحاج أبوبكر سنجويل لاميزانا هو المسلم الوحيد من بين الستة المذكورين، يجدر بالذكر أن الرئيس الثالث الذي انقلب على الثاني كان مسلما وانحاز إلى المسلمين فترة حكمه، إلا أنه بعد الانقلاب عليه وإقصائه لم يتضامن معه المسلمون ولم يقفوا معه في أزمته، فغير دينه من الإسلام إلى النصرانية بعد أن وجد على يد رجال الدعوة النصرانية وقساوستها ما كان يتوقع أن يجده من المسلمين -على ما يقال-."المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو 28/10/2014 في يوم الثلاثاء الموافق 28/ 10/ 2014 تظاهر في العاصمة واغادوغو، وفي أهم مدن الدولة ما لا يقل عن مليون وفق تصريح المعارضة، والذي عبر عنه أكبر القنوات الإخبارية (الجزيرة الإنجليزية، BBC، و France 24، وغيرها) بالمظاهرة المليونية، وأنها أتت احتجاجا على ما تعزم الحكومة الحالية متمثلة في الرئيس الحالي عليه من فكرة تغيير دستور البلد تمهيدا للبقاء والحكم لخمس سنوات أخرى أو إلى الوفاة. أبدى الشعب (على الأقل المتظاهرون) عدم استعدادهم للبقاء لحظة واحدة تحت حكم بليس كومباوري بعد أن حكم سبعا وعشرين سنة، وأنهم متعطشون لرئيس من جيل آخر يحمل برامج مغايرة، عسى أن تبنى الآمال وتنتعش على يديه من جديد، بالرغم من عدم وجود ذاك "الفارس الأحلام" على الساحة، إذ إن معظم المعارضة من تربية الرئيس الحالي أو من مواليه، ولعل المنافسين الحقيقين بانتظار الفرصة المناسبة للإعلان عن أنفسهم؛ إذا ما أحسوا بالتعددية السياسية الفعلية كما يرى بعض المحللين. خلفية المظاهرة:من المفترض أن تكون السنة القادمة (2015) فترة الانتخابات الرسمية في البلد، ووفقا للدستور الذي ينطلق من المبدأ الديمقراطي -على الأساس- فإن الرئيس الحالي ليس مؤهلا للترشح. ويبدو أنه –أو حزبه- يفكر وبقوة لا في الترشح فحسب بل وفي الفوز في الانتخابات القادمة بناء على أن ذلك لمصلحة الدولة ونزولا إلى رغبة الشعب الذين يريدون بقاءه كما يظهر في خطاباته. فما الحل يا ترى؟ لم يك هناك حل إلا بتعديل الدستور ليغير من حرام على الرئيس الترشح إلى حلال عليه. وهنا قد يُتساءل: هل الرئيس فعلا يريد الرئاسة لمصلحة الشعب ولطلبهم، أم حبا في الرئاسة أو للاستمرار في بناء بوركينا الجديدة؟يقف المتتبع في الساحة على تعدد آراء المحللين السياسين في الأمر، فمنهم من يرى أن مصلحة الدولة تقتضي بقاءه حيث لا منافس ولا معارض حقيقي، فبدلا من البدء من صفر ليستمر الرئيس القائم، وذاك أنفع للدولة. ومنهم من يرى أن الرئيس نفسه لا يريد النزول بعد أن ذاق حلاوة السلطة لمدة سبع وعشرين سنة (27 سنة). ورأي ثالث يذهب أصحابه إلى أنه شبع من السلطة ومن المال والجاه، وتعب من مسؤوليات الدولة؛ إلا أن بقاءه ضروري لتبعات سياسية؛ مثل رغبة حزبه وطاقم حكومته، ومثل إبقاء بعض الملفات السياسية مغلقا، والتي يصعب فتحها طالما هو على السلطة. وكل هذه الآراء تبقى تحليلات، قابلة للأخذ والرد. إلا أن الـمُجمع عليه هو أن الدولة والشعب لا يريدون إلا الأمن والاستقرار ومن ثم العمل على العدالة والمساواة والنهضة.المستقبل الضبابي:ذاك عن أمس التاريخ السياسي في البلد، وما مضى عن واقع التاريخ السياسي في الدولة، لكن ما مآلات الأمور؟ هل ستعطي هذه المظاهرة أُكُلها، ولا يتم تغيير الدستور، أم أن ثمة مظاهرة مضادة لإبراز صوت من يريد إبقاء الرئيس سيظهر، أم إن الأمر سيندلع بين الفئتين -في حالة وجود فئتين-، أم سيؤول الأمر إلى محاولة استبداد وسوء استخدام القوة ضد الشعب، وفي هذه الحالة هل سيتنازل الشعب سعيا إلى الأمن والأمان، أم يرى أن هذا جهاد لا تنازل فيه؟تبقى إجابة هذا السؤال نوعا من الضرب بالمندل، فهو فلك الغياهب، وقد استأثر الله بعلمه فلا يعلمه إلا هو!الدين والسياسة:يلاحظ أن الاستعمار لا يعرف دينا لكنه يعرف مصلحة ومادة، ويلاحظ أن رؤساء بوركينا لم يحكموا لا بالتوراة ولا الإنجيل ولا القرآن، بل قد يُستمعل أيا من هذا لخدمة السياسة. يضاف إلى هذا أن الشعب البوركيني لم يكن ينتخب ويختار على أساس ديني قط. علاوة على أن الواقع يقر بأن مطالب الناس واحدة، والتي تكمن في البحث عن عيشة كريمة: أمن وشبع وفرص وكرامة، وإذا ما ذكرت الكرامة فالعدالة ترد، وتجيء المساواة والنهضة فالحضارة..إلخويختم الباحث بإشكالية الدين والسياسة، إذ يكون الناس عادة أمام واقع معين، والكل يريد حل هذا الواقع بطريقة ما، ومن هنا قد يحاول أي طرف الاستفادة بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك توظيف الدين. هذا لا يعني إغفال مكانة الدين بقدر ما هو لفت نظر إلى أن الدين قد يُستغل، ويكون البريء هو الضحية.وما ينبغي أن يتفطن له سياسيو الدولة ومواطنوها هو أن نار الفتنة تطول وتتشعب كما يعلم الجميع، ولعل الأفضل عدم فتح الباب، والمنطقة لا تطيق أكثر من هذا، ولنا في الوقائع المشابهة والقريبة دروس، فالعفو والصفح والحنكة والحكمة مطلوبة وعلى رأس كل هذا السلم؛ والسلم خير.د. سيكو توري











المصدر











اسلامى,شرح,ادب,ابداع,منوعات,اسلامية,







"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديمية,"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديمية,"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديمية,"المظاهرة المليونية" في وغادوغو - بوركينا فاسو: قراءة أكاديمية



from منتديات الإسلام اليوم http://ift.tt/1GCmSuI



via موقع الاسلام





from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/1uO8TyQ

via IFTTT

0 comments:

Post a Comment

Total Pageviews

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات

العاب بنات
Powered by Blogger.

Search This Blog