3lislam حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب ) الاسلام
Written By on Saturday, 15 April 2017 |
وفاة الشيخ المقرئ محمد رفعت 21 رجب 1369 هـ ( 1950 م ) :
الشيخ محمد رفعت سيد دولة قراء زمانه ، وحامل لواء الإبداع والتفنن والإتقان في التغني بخير كلام.
كان خير من رتل القران وخير من تلاه في رعيله وجيله ، وكان أول صوت ينطلق بآيات الله من الإذاعة المصرية أول افتتاحها ، دخل كل بيت وكل قلب ، هيأته الأقدار ليكون أعظم مقرئ للقران الكريم في جيله
كان صاحب مدرسة قرآنية متميزة ، استطاع بصوته العذب الخاشع أن يأسر القلوب والوجدان وصف بأن «دموع قلبه كانت تجري في نبرات صوته» ، و هذا هو سر أسره للقلوب وشدّه للمستمعين
الخشوع هو سر تأثيره على القلوب فلم يكن تفرده في قوة الصوت وطلاوته فحسب وإنما تفرده في خشوع فاض على ملايين المستمعين في أرجاء العالم الإسلامي
كان آية من آيات الله تتلو آياته و كما أن للورد أريجه وللماس بريقه فللشيخ محمد رفعت سحره الآسر وأثره الساحر وسيبقي اسمه متألقا في سماء الخلود رحمه الله كما قال الأديب المويلحي عنه
نشأته
اسمه : محمد رفعت محمود رفعت .. ومحمد رفعت اسم مركب ، ومحمود رفعت اسم مركب أيضا
وُلِد محمد رفعت ، في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين (9-5-1882)، وكان والده "محمود رفعت" ترقّى من درجة جندي حتى وصل إلى رتبة ضابط، وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر في "درب الأغوات"، بشارع "محمد علي"، وكان ابنه " محمد رفعت " مبصرًا حتى سن سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره،
ووهب "محمود بك" ابنه "محمد رفعت" لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز"، بدأ حفظ كتاب الله في السنة الخامسة من عمره في الكُتّاب، وأتم الختمة عن ظهر قلب وهو في التاسعة من عمره
قال الشيخ يتحدث عن نشأته : «لم أنعم بنور الحياة إلا فترة قصيرة من طفولتي، فقد أصاب عيني مرض ذهب بنورهما، وكان علي والدي أن يبحث أمر مستقبلي، وهو مستقبل يكاد يكون محددا، بدايته حفظ القرآن الكريم، وكنت لصغر سني يحملني والدي علي كتفه إلي الكتاب، ويتركني هناك ثم يعود ليحملني إلي البيت بعد انتهاء الدرس».
واستقر بي المقام في كتاب، كان ملحقا بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز، وكان الفقيه يطالبنا بأن نقرأ ما نحفظه من القرآن بصوت مرتفع.. ولما لاحظ جودة قراءتي وحسن صوتي منحني عناية خاصة وكان يستكثر من قراءتي، فيقول لي: «اقرأ يا شيح محمد».
ومع الأيام لاحظت أنني حين أتلو القرآن يتجمع الناس بقرب شباك الكتاب المطل علي شارع درب الجماميز، وتدلني أصواتهم علي أنهم كثيرون، وبدأت أسمع كلمات الإعجاب والتشجيع ممن يتجمعون خارج الكتاب، فدفعني هذا إلي زيادة الاجتهاد في الحفظ والتجويد وبذل الجهد في حسن الترتيل، ومضيت أستزيد من دراسة أصول القراءة الصحيحة، وتعلمت القراءات المختلفة، وفتح الله علي فنلت الحظوة والقبول عند جمهرة المستمعين، فلما بلغت ما بلغت من الشهرة رأيت أن من الوفاء للمسجد الذي تعلمت في رحابه أن أظل أتلو القرآن فيه بغير أجر ما حييت».
وما إن بلغ شيخنا التاسعة من عمره، حني توفي والده ، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا
وعندما بلغ الشيخ محمد رفعت الخامسة عشر أجازه شيخه بقراءة القرآن تجويداً وترتيلاً
وبعد هذه المدة ذاع صيت الشيخ، وبلغت شهرته الآفاق، وقصده جموع الناس من كل ناحية من نواحي مصر العربية لتستمع إليه وهو يرتل آيات من الذكر الحكيم في كل يوم جمعة بمسجد " فاضل باشا " بالقاهرة
أصبح الشيخ حديث الناس قبل أن يبلغ العشرين من عمره ، فكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى صوته العذب الملائكي، وكانت تحدث حالات من الإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا؛ وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.
الإذاعة
وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس بتاريخ (31-5-1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا"، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء ، فجاءت فتواهم بأنها حلال ، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي ، و قد سئل في حوار صحفي هل صحيح أنه سبق أن امتنعت عن إذاعة القرآن في الراديو بسبب اعتقادك أن ذلك حرام؟
ــ نعم هذا حدث ، ولم أقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة مفتى الديار المصرية بأن إذاعة القرآن فى الراديو حلال
وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة المصرية نديًّا خاشعًا، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن، وكأنها تُقْرأ لأول مرة، فلَمَع اسم الشيخ، وعشقت الملايين صوته
كانت جماهير المسلمين في مصر والعالم العربي والاسلامي تنتظر موعد قراءة الشيخ رفعت علي شوق وبلهفة وكانت الأقسام العربية في اذاعة لندن وباريس وبرلين تبث تلاوته وكان الشيخ يقرأ على الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة (يومي الثلاثاء والجمعة) مدة (45) دقيقة في كل مرة، والدموع تنهمر من عينيه.
وشاء الله ان يبدأ الشيخ رفعت في قراءة القرآن بالإذاعة و هو في عمر 52 سنة ، أي إن ما نسمعه من تراثه االمسجل هو بقية ما كان لصوته الجميل من أصالة وخشوع وجمال
تسجيلات الشيخ رفعت :
لا شك أن القليل من تسجيلاته المتوافرة الآن رغم روعتها إلا أنها تقل كثيرا عما كان يسمعه الناس من تلاوته المباشرة لهم
ورغم الاتفاق على أن الشيخ «رفعت» أحد أعظم من قرأ القرآن بصوته في عصره إلا إن الأجيال التي أعقبته حرمت من الاستماع لصوته الفذ الذي ظهر قبل أن تظهر وسائل التكنولوجيا الحديثة في التسجيل
كان صاحب الفضل في تجميع اسطوانات الشيخ رفعت هو زكريا مهران باشا عضو مجلس الشيوخ المصري في الفترة الملكية ، فقد كان يقوم بتسجيل قراءات الشيخ من الراديو يومي الثلاثاء والجمعة رغم أنه لم يقابل الشيخ ولم يتحدث إليه لكنه كان مغرما بسماع الشيخ ، وبذل جهدا كبيرا في متابعة التسجيل حتي لا تفوته آية ، كما قام بجمع تسجيلاته ـ أيضا ـ أحد كبار التجار المصريين وهو محمد بك خميس ، وحين مرض الشيخ قام زكريا مهران بتسليم ما لديه من اسطوانات للإذاعة ، وقام الشيخ أبو العينين شعيشع بتسجيل ما بلى و إكمال النقص من اسطوانات الشيخ و ذكر إنه فعل ذلك فى نحو خمسة أو ستة أشرطة من أفضل تسجيلات الشيخ رفعت
كما عمل مونتاج لها من اسطوانات أخري للشيخ ، وتم نقل هذه التسجيلات إلي عدد من الأشرطة بعد التغلب علي الشوائب والوشوشة والتشويش وتنقية الصوت
قالت زوجة زكريا باشا مهران: برغم نشاطات زوجي زكريا باشا مهران في الاقتصاد ( بنك مصر ) والمحاماة والسياسة ( كان نائبا في مجلس الشيوخ ) والتأليف إلا أن اسمه لم يذكر إلا مقروناً بأنه الذى سجل مجموعة من التسجيلات للشيخ محمد رفعت
وقد تكونت جمعيات من محبى الشيخ الجليل وتم تجميع أكثر 278 اسطوانة مدتها 25 ساعة تضم 19 سورة من سور القرآن الكريم بصوته العذب، وأعادوا تسجيلها وقدمت للإذاعة في مطلع الستينيات.
كما ذكر في أخبار صحفية أنه في شهر يونيو عام 2015 استقبلت الإذاعية نادية مبروك رئيسة الإذاعة المصرية هناء حسين حفيدة الشيخ محمد رفعت التي أهدت للإذاعة مجموعة من التسجيلات النادرة للشيخ محمد رفعت على أسطوانات مدتها نحو 30 ساعة لم تذع من قبل.
من أخلاقه
ومع تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة، فقد كان - أيضًا - إنسانًا في أعماقه، يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان؛ فقد حدث أن ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضى، وكان في لحظاته الأخيرة، وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها على كتف طفلة صغيرة، وقال له: "تُرى، من سيتولى تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة؟"، فلم يتكلم محمد رفعت، وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات، وعندما تلا سورة الضحى، ووصل إلى الآية الكريمة: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر"، ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل؛ لأنه تذكر وصية صديقه، ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتى كبرت وتزوجت.
امتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته: "إن قارئ القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان"، ضابطة لمسار حياته، فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم، فرفض وقال: "إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم".
ويشهد جميع من عاصرّوا الشيخ بما كانت عليه حياته من تقى وزهد ورغم حاجته للمال بعد وفاة والده إلا أن المال كان آخر ما يفكر فيه، والطريف أن معجزة عصره الذي يتربع على عرش التلاوة وبلا منافس كان يتقاضى 3 جنيهات فقط في تلاوة ساعة كاملة وعندما أصيب بداء الزغطة واحتبس صوته وتوقف عن التلاوة دعا الكاتب الصحافي «أحمد الصاوي» وقتها إلى اكتتاب شعبي لعلاج الشيخ «رفعت» ، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو (50) ألف جنيه و كان مبلغا طائلا في ذاك الوقت ، فكانت مقولته: "إن قارئ القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان" ، وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه بالسيدة زينب، وقطعة أرض أخرى؛ لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ "أبو العنين شعيشع" لدى "الدسوقي أباظة" وزير الأوقاف آنذاك، فقرَّر له معاشًا شهريًّا.
قالوا عن الشيخ محمد رفعت
سئل الشيخ محمد متولى الشعراوي عن رأيه في أصوات القراء محمود خليل الحصري وعبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت؟
فقال: إن أردنا أحكام التلاوة فهو الحصري وإن أردنا حلاوة الصوت فهو عبد الباسط عبد الصمد وإن أردنا النفس الطويل مع العذوبة فهو مصطفى إسماعيل وإن أردنا هؤلاء جميعاً فهو محمد رفعت.
ويقول عنه الشيخ المراغي شيخ الازهر " إنه منحة إلهية تعبر عن التكريم لنوعنا الإنساني فهو خير من رتل القرآن وخير من تلاه في القرن العشرين وإلي أن يشاء الله
وقال الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله نقيب القرّاء في جمهورية مصر العربية – واصفاً قراءة الشيخ رحمه الله : " أنارت آيات الذكر الحكيم بصيرته، وجسّدت في أعماقه معانيه الجليلة، وكانت قراءته بمثابة تفسير وشرح لكلمات الذكر الحكيم، فهو بحق أعلم قرّاء مصر بمواطن الوقوف والابتداء".
وقال عنه الشاعر كامل الشناوي: "لقد كان صوت الشيخ محمد رفعت يستحضر خشوع الناس ويُثير وجدهم ويبعث فيهم الأمل بالمغفرة والرغبة في الثواب والرهبة من العقاب، ولأن قراءاته تأتي من قلبه ووجدانه قبل حنجرته فإن صوته يمسُّ شغاف القلوب، ويغمر حنايا النفوس ويحمل الناس إلى عالم علوي روحاني طاهر"،
وقال الشاعر «فاروق جويدة» إنه قارئ لا يتكرر فهو صاحب صوت جميل مميز، ويكاد يكون الوحيد الذي لا تخطئه الأذن ويلازم قراءته للقرآن صدق في الإحساس يعكس إحساسه بكل حرف وآية يقرأها
مرضه ووفاته
أصيب الشيخ محمد رفعت بمرض الفُواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج، ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته
ثم كانت وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 21 رجب 1369 هـ ، الموافق 9 مايو 1950 م ، عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 18 - 24 رجب )
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2oLZLN0
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2ozIbtn
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment