3lislam قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين الاسلام
Written By on Saturday, 18 February 2017 |
بدأت السلطة الفلسطينية بتلقي التمويل الدولي مباشرة بعد انعقاد مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية في شهر أكتوبر من عام 1993م، وقد قال الرئيس الشهيد ياسر عرفات حينها بأنه سيحول غزة إلى سنغافورة الحديثة.
وقد قدرت سلطة النقد الفلسطينية حجم المساعدات الدولية خلال الفترة من 1996م وحتى 2015م حسب البيانات الواردة في الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية بحوالي 72.937,16 مليار دولار.
وشارك في تمويل السلطة الفلسطينية طوال هذه المرحلة مختلف دول العالم بما فيها الدول العربية، وعلى رأسها الدول الخليجية الأغنى بثرواتها النفطية.
ولقد أدارت السلطة الفلسطينية كل هذه الأموال في إطار تثبيت ركائز الحكم السياسي والسيطرة الأمنية وتشكيل مراكز القوى الضاغطة على المجتمع الفلسطيني والمتحكمة به، في إطار فتح الطرق كافة وإزالة أي عقبات يمكن أن تواجهها في إقرار الحل النهائي مع "إسرائيل" وبما يضمن سيادتها السياسية والأمنية على الأراضي الفلسطينية، وجرى كل ذلك برعاية وتوصيات الدول المانحة.
وغاب عن دوائر السلطة الفلسطينية سواء أكانت التنفيذية أم حتى السياسية منها، وضع السياسات الاستراتيجية لاستغلال أموال المانحين في مجالات بناء ركائز الدولة والمشاريع الاستراتيجية وتطوير مقدرات الشعب الفلسطيني، في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة والخدمات وتطوير ودعم القطاع الخاص الفلسطيني، والذي يشكل أهم ركائز بناء الدول المتحضرة الراغبة في التنمية والنمو المستدام.
فلم تشهد غزة رغم كل هذه الأموال أي تطورات على مستوى البنية التحتية، فعاشت أهم محافظاتها دون شبكات صرف صحي، وغاب التطوير على شبكات الطرق وخاصة الرئيسية، واقتصرت المشاريع في مجال المياه على استخدام المياه الجوفية بندرتها وارتكزت على شراء المياه من "إسرائيل"، ولم تلتفت السلطة أيضا إلى بناء وتنمية القطاع الصحي بحيث تصرف حتى اليوم مئات ملاين الشواقل سنويا على ما يعرف بالعلاج بالخارج، كما واقتصرت إسهاماتها الاستراتيجية في قطاع الإسكان على بعض التجارب المحدودة كمدينة الشيخ زايد أو بعض الأبراج السكنية محدودة التأثير، وغاب دورها التنموي في قطاع التعليم فلا زلنا نشهد ظاهرة 60 طالبًا في الغرفة الصفية، بينما المعتمد عالميا لا يتجاوز 25 طالبًا.
ولا زال قطاع غزة يعاني ويكابد نتاج هذه السياسات التي خلقت ومع مرور الزمن آلاف الأزمات المركبة والمعقدة على مختلف الصعد والمجالات الحياتية.
فلو صرفت أموال التمويل الدولي للسلطة الفلسطينية بالشكل الصحيح والتوجيه الذي يخدم متطلبات ومصالح الشعب الفلسطيني لتحولت غزة بالفعل إلى سنغافورة.
ولندلل على ذالك دعونا ننظر بحيادية كاملة إلى التجربة القطرية في غزة وما حققته من مشاريع ذات بعد استراتيجي على قطاعات البنية التحتية "الطرق الرئيسية ، المياه، الصرف الصحي، المؤسسات الطبية، قطاع التعليم، ومؤسسات وشركات القطاع الخاص، والإسكان"، والتي لم تتجاوز قيمتها المالية النصف مليار، أي بما لا يتجاوز فرق صرف العملات الخاص بما صرفته كل دول العالم في الأراضي الفلسطينية منذ إنشاء السلطة الفلسطينية وحتى اليوم.
ان الرؤية القطرية والتي اعتمدت من قبل الدولة القطرية ويشرف عليها السفير محمد إسماعيل العمادي، وخصص لها مكاتب استشارية وهندسية في غاية من التطور والمهنية، توجهت إلى الصرف على الأولويات الاستراتيجية التي من شأنها أن تنعكس إيجابا على مجمل مكونات المجتمع الفلسطيني بغض النظر عن خصوصياته واحتياجاته.
فعندما تؤهل الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظات فنحن نتحدث عن خدمات للمواطنين وضمان تنقلهم السلس والميسر، بالإضافة إلى أنه يدعم تنمية اقتصادية واستثمارات محلية ودولية عربية وفلسطينية وأجنبية في غزة، فالعالِمون في الاستثمار مقتنعون تماما أنه لا يمكن الاستثمار في بلد يفتقر إلى الحد الأدنى من الطرق والبنية التحتية الخاصة بها.
وكذالك المشاريع الإسكانية وخاصة مدينة حمد لإسكان ذوي الدخل المحدود في ظل الحصار المفروض على غزة، فقد ساهمت هذه المدينة الاستراتيجية في تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والإنسانية معا، فهي من جانبٍ وفرت مساكن لطبقات ذوي الدخل المحدود، وخلقت نوعا من التطور وبناء الخبرات في قطاع شركات المقاولات الفلسطينية من جانب آخر، ودعمت تشغيل العمال الفلسطينيين، وساهمت في استغلال أراضٍ فلسطينية محررة لطالما سيطرت عليها "إسرائيل"، ومنعت الفلسطينيين من استغلالها.
كما وساهمت الأموال والجهود القطرية في تطوير كثير من المشاريع والمؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية بما يحقق الرؤية الفلسطينية للتنمية والاعتماد على قدرات الشعب الفلسطيني.
ولابد لنا جميعا أن نعترف بأن الشقيقة قطر هي الدولة الوحيدة التي لم تخضع مشاريعها أو برامجها لأي شروط أو مطالب أو محددات أو سقف سواء أكان هذا السقف ماليا أو بنوع المشاريع أو طبيعتها، بل تركت تحديد الأولويات والتفاصيل الهندسية والفنية للمؤسسات الفلسطينية سواء كانت إسكانا أو تعليما أو صحة أو إشغالا أو بلديات أو مؤسسات أهلية.
وتميزت المنحة القطرية بأن خصصت الأموال لمشاريع تقترح فيما بعد ولم تخصص الأموال لمشاريع مقدمة سلفا، وبمعنى أكثر وضوحا فإن الأشقاء في قطر وضعوا أموالهم تحت تصرف الفلسطينيين وليس العكس، كما يفعل كل المانحين الاجانب مع السلطة الفلسطينية.
كما أن الأموال القطرية هي أول وأهم وأكبر الأموال الدولية التي قدمت للحفاظ على مؤسسات القطاع الخاص والتعويضات الخاصة بهم، والحفاظ على حياة كريمة للصيادين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت يوميا في عرض البحر بسبب الانتهاكات الاسرائيلية بحقهم.
وعليه نقول لمختلف الأطراف والجهات الشعبية والرسمية والفصائلية في فلسطين، إن احترام من يحترم الشعب الفلسطيني ويدعم صموده ويقدم له وسائل التنمية، هو بمثابة الواجب الوطني، ولا بد أن يكون بعيدا عن الاستخدام السياسي الذي لم يجلب لشعبنا إلا مزيدا من الكوارث والويلات.
وكما يحترم ويقدر البعض دولا حاصرت غزة وساهمت في فرض مزيد من السطوة الإسرائيلية على السلطة الفلسطينية، عليهم أيضا أن يقدموا الاحترام لأشقاء عرب يقدمون ما لديهم دون أي شروط تفرض، أو وصاية تكتب، أو حتى تدخل فيما يريد الشعب الفلسطيني، لا على المستوى الإنساني ولا على المستوى الاقتصادي ولا حتى على المستوى السياسي.
فلا يمكن أن يكون مقبولاً أن يقوم البعض الفلسطيني بإطلاق التحليلات والاتهامات والعنتريات السياسية على من يقدمون لكل الشعب الفلسطيني خدمات ومشاريع استراتيجية تستفيد منها الأجيال القادمة.
ولهؤلاء أقول: "إذا ما كنتم مصممين على ذالك فأنا أدعوكم أن لا تمشوا بسياراتكم على أي من الطرق التي مولتها قطر، ولا تتلقوا خدمات العلاج في أي من المستشفيات التي بنتها أو طورتها قطر، كما أنه لا يجب عليكم أن تعلموا أبناءكم في أي من المدارس التي بنتها قطر، ولا تسكنوا أو تشتروا أيًّا من الشقق التي بنتها قطر، واتركوها لمن يؤمنون بأنه لابد أن يقال شكرا قطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز الفلسطيني للإعلام
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين, قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين, قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين, قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين, قطر والتنمية الاستراتيجية في فلسطين
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2lZjWDj
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2lxkNh2
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment