3lislam حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة ) الاسلام
Written By on Wednesday, 9 March 2016 |
وفاة عالم جدة الشيخ الوجيه محمد نَصِيف 6 من جمادى الثانية 1391 هـ :
مولده ونشأته
هو محمد بن حسين بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد نصيف، ولد بمدينة جدة في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك 1302هـ، الموافق لعام 1884، في بيت علم وأدب وريادة، وهو من علماء جدة ووجهائها، بل إنه كان عين أعيانها، كما يصفه الشيخ علي الطنطاوي، ينتسب إلى قبيلة حرب، وكان والده كبير أعيان جدة أيام الحكم العثماني، وكان منزله موئل كبار زوّار جدة ومكة المكرمة، حيث كان قصره هو القصر الوحيد الذي ينزل به كبار المسؤولين وضيوف الدولة.
وقد حلّ فيه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود لأخذ البيعة على العلماء والأعيان من أهل الحجاز، كما نزل به آخر خلفاء بني عثمان السلطان محمد وحيد الدولة، الذي غدر به الطاغية أتاتورك.
مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة.
ومن أبرز الشيوخ الذين تتلمذ عليهم: الشيخ عبد القادر التلمساني، حيث قرأ عليه أبوابًا من التوحيد والفقه والتفسير ، والشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، والشيخ أحمد النجار من علماء الطائف، والشيخ محمد حامد من علماء جدة، وغيرهم كثير.
قصة طريفة
كان محمد نصيف شغوفًا بجمع الكتب حريصًا على اقتنائها لينتفع وينفع بها، وكان أول عهده بالكتب عام 1319هـ حين أرسله جده إلى السوق ليشتري جارية تخدمه – أي تخدم محمد نصيف، ولما وصل إلى سوق العبيد ومعه حاجب القصر، ومع الحاجب ستة دنانير من الذهب، نظر محمد نصيف نظرة عابرة على الإماء اللاتي وجدن في هذا السوق، فإذا نفسه تشمئز من سوء معاملة الدلالات لهن وامتهانهن لكرامة هؤلاء الإماء، ثم قال في نفسه: إنني لا أريد أن أشتري جارية، ربما تكون في يوم من الأيام أمًا لأولادي وهي تباع والحالة هذه كما يباع الحمر والنعم، ثم عاد راجعًا من السوق وأمر الحاجب بالذهاب إلى القصر بعد أن أخذ منه الدنانير الست، وفي أثناء عودته مر بمكتبة لأحد العلماء يعرضها ورثته للبيع، فأقدم على شرائها بكاملها ثم عاد إلى جدة وأخبره بما حدث، ففرح بذلك واستبشر خيرًا لأنه تفرس فيه رغبة جامحة لطلب العلم وتحصيله، ومن ثم أوكل تعليمه إلى بعض المعلمين البارزين منهم الشيخ محمد باصبرين.
دائرة معارف ناطقة
كان الشيخ محمد نصيف مولعًا بالقراءة ، كما كان يعنى بجمع الكتب الأمهات من المراجع والمخطوطات، حتى أصبحت مكتبته من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي لاحتوائها على أكثر من ستة آلاف مجلد في مختلف علوم الدين والدنيا ، وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما في خزاناتها من المراجع والكتب، كما اهتم بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت توزع بالمجان .
قال الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله – في معرض حديثه عن الشيخ محمد نصيف :
" وعنده مكتبه من أنفس ما عرفت من المكتبات ولقد عرفت مكتبات أساتذتنا محمد كرد علي في دمشق وإسعاف النشاشيبي في القدس وأحمد تيمور باشا في مصر ومكتبة ندوة العلماء في " لكنو " في الهند
ومكتبة الحاج حمدي الأعظمي في بغداد ومكتبات لا أحصيها فوجدت مكتبة الشيخ نصيف من أكبرها وكانت مكتبته مثل مائدته مُفتّحة الأبواب لكل قادم "
ورث عن آبائه مالاً وعقاراً أنفقها في طباعة الكتب وتوزيعها بالمجان وفي إكرام الضيوف من الملوك والعلماء والعامة ، حتى أن الشيخ محمد بن مانع – رحمه الله - مدير التعليم ( وزير المعارف ) في أيام الملك عبد العزيز قال عنه : " لم نعلم في الحجاز رجلاً يساويه في الكرم وحُسن الخلق وكان بيته ملتقى الفضلاء القادمين من مختلف البلاد "
كما كان مرجعًا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز ، وقد أجمع الناس على محبته لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.
قال عنه صاحب كتاب " ملوك العرب " أمين الريحاني : هو دائرة معارف ناطقة
وكان كذلك مقدَّرًا من ولاة الأمر غاية التقدير، كان الملك عبد العزيز آل سعود، وولداه الملك سعود والملك فيصل، يبالغون في إكرامه ويزورونه في بيته، ولقد أمر الملك فيصل بن عبد العزيز بشراء قصر نصيف ومكتبته، وجعلهما ملكًا للدولة وإبقائهما أثرًا وتاريخًا، يسميان باسم نصيف، ومازال الأمر كذلك إلى يومنا هذا، حيث كتبت لوحة "وزارة المعارف – إدارة الآثار والمتاحف – مكتب الآثار بجدة – بيت نصيف" .
وقد أهدى أحفاد الشيخ محمد نصيف مخطوطات مكتبته إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
من أولاده:
من أولاده الشيخ حسين الذي تولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة، والشيخ عمر الذي كان مديرًا لأوقاف جدة ورئيسًا لبلديتها وهو والد الدكتور عبد الله عمر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز، ثم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ثم نائب رئيس مجلس الشورى السعودي
وفاته:
كانت وفاة الشيخ محمد نصيف في يوم الخميس السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1391هـ/1971م بمدينة الطائف، ثم نقل جثمانه إلى جدة في موكب مهيب، وقد خرجت جدة كلها لتشييع جنازته، وصلَّى عليه بعد صلاة العصر في مسجد المعمار، ودفن في مقبرة الأسد في مدينة جدة، وكان عمره يناهز التسعين عامًا
وفاة القاضي عياض في 7 جمادى الآخرة 544 هـ :
اسمه عياض بن موسى بن عمرون بن موسى القاضي أبو الفضل اليحصبي السبتي الإمام العلامة الأندلسي الأصل المالكي
وهو أحد كبار علماء المالكية، وكان رحمه الله إماماً في علوم كثيرة، كالفقه واللغة والحديث والأدب وأيام الناس .
ولد بسبتة 15 شعبان سنة 476 هـ ، قال ولده محمد : كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا إلى مدينة فاس …… وانتقل عمرون ( جد عياض ) إلى سبتة بعد سكنى فاس .
الرحلة في طلب العلم
رحل عياض إلى الأندلس سنة (507هـ = 1113م) طلبًا لسماع الحديث وتحقيق الروايات، وطاف بحواضر الأندلس التي كانت تفخر بشيوخها وأعلامها في الفقه والحديث؛ فنزل قرطبة أول ما نزل، وأخذ عن شيوخها المعروفين كـ"ابن عتاب"، و"ابن رشد"، و"أبي الحسين بن سراج" وغيرهم، ثم رحل إلى "مرسية" سنة (508هـ = 1114م)، والتقى بأبي علي الحسين بن محمد الصدفي، وكان حافظًا متقنًا حجة في عصره، فلازمه، وسمع عليه الصحيحين البخاري ومسلم، وأجازه بجميع مروياته.
اكتفى عياض بما حصله في رحلته إلى الأندلس ، وفي هذا إشارة إلى ازدهار الحركة العلمية في الأندلس وظهور عدد كبير من علمائها في ميادين الثقافة العربية والإسلامية، يناظرون في سعة علمهم ونبوغهم علماء المشرق المعروفين.
عاد عياض إلى "سبتة" غزير العلم، جامعًا معارف واسعة؛ فاتجهت إليه الأنظار، والتفَّ حوله طلاب العلم وطلاب الفتوى، وجلس للتدريس وهو في الثانية والثلاثين من عمره، ثم تقلد منصب القضاء في "سبتة" سنة (515 هـ = 1121م) وظل في منصبه ستة عشر عامًا، كان موضع تقدير الناس وإجلالهم له، ثم تولى قضاء "غرناطة" سنة (531هـ = 1136م) وأقام بها مدة، ثم عاد إلى "سبتة" مرة أخرى ليتولى قضاءها سنة (539هـ = 1144م).
مؤلفاته :
كانت حياة القاضي عياض موزعة بين القضاء والإقراء والتأليف، غير أن الذي أذاع شهرته، وخلَّد ذكره هو مصنفاته التي بوَّأَتْه مكانة رفيعة بين كبار الأئمة في تاريخ الإسلام، وحسبك مؤلفاته التي تشهد على سعة العلم وإتقان الحفظ، وجودة الفكر، والتبحر في فنون مختلفة من العلم.
ألَّف القاضي في شرح الحديث ثلاثة كتب هي: "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" وهو من أدَلِّ الكتب على سعة ثقافة عياض في علم الحديث وقدرته على الضبط والفهم، والتنبيه على مواطن الخطأ والوهم والزلل والتصحيف، وقد ضبط عياض في هذا الكتاب ما التبس أو أشكل من ألفاظ الحديث الذي ورد في الصحيحين وموطأ مالك، وشرح ما غمض في الكتب الثلاثة من ألفاظ، وحرَّر ما وقع فيه الاختلاف، أو تصرف فيه الرواة بالخطأ والتوهم في السند والمتن، ثم رتَّب هذه الكلمات التي عرض لها على ترتيب حروف المعجم.
أما الكتابان الآخران فهما "إكمال المعلم" شرح فيه صحيح مسلم، و"بغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد".
وله في علم الحديث كتاب عظيم هو " الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع"
و في الفقه درس القاضي عياض على شيوخه بـ"سبتة" المدونة لابن سحنون، وهو مؤلَّف يدور عليه الفقه المالكي، ويُعَدُّ مرجعَهُ الأول بلا منازع، وقد كُتبت عليه الشروح والمختصرات والحواشي، غير أن المدونة لم تكن حسنة التبويب؛ حيث تتداخل فيها المسائل المختلفة في الباب الواحد، وتعاني من عدم إحكام وضع الآثار مع المسائل الفقهية.
وقد لاحظ القاضي عياض هذا عند دراسته "المدونة" على أكثر من شيخ؛ فنهض إلى عمل عظيم، فحرَّر رواياتها، وسمى رواتها، وشرح غامضها، وضبط ألفاظها، وذلك في كتابه "التنبيهات المستنبَطة على الكتب المدونة " ولا شكَّ أن قيام القاضي عياض بمثل هذا العمل يُعد خطوة مهمة في سبيل ضبط المذهب المالكي وازدهاره.
ودخل القاضي ميدان التاريخ من باب الفقه والحديث، فألَّف كتابه المعروف " ترتيب المدارك"، وهو يُعَدُّ أكبر موسوعة تتناول ترجمة رجال المذهب المالكي ورواة "الموطأ" وعلمائه
وأفرد لشيوخه الذين التقى بهم في رحلته كتابه المعروف باسم "الغُنية"، ترجم لهم فيه، وتناول حياتهم ومؤلفاتهم وما لهم من مكانة ومنزله وتأثير، كما أفرد مكانا لشيخه القاضي أبي على الحسين الصدفي في كتابه "المعجم" تعرض فيه لشيخه وأخباره وشيوخه، وكان "الصدفي" عالمًا عظيما اتسعت مروياته، وصار حلقة وصل بين سلاسل الإسناد لعلماء المشرق والمغرب؛ لكثرة ما قابل من العلماء، وروى عنهم، واستُجيز منهم.
كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى "
من أشهر مؤلفات القاضي عياض كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى "
وهذا الكتاب وصفه الداوودي قائلا : أبدع فيه كل الإبداع وسلم له أكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أحد الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقا وغربا.
وقال الذهبي : تواليفه نفيسة ، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة ، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق ، والله يثيبه على حسن قصده ، وينفع بـ" شفائه " – وقد فعل - وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان ، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الأحاديث ، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد ، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات ، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات ، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد ، ولكن من لا يعلم معذور ، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي ، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور .
وفاته :
كانت وفاة القاضي عياض يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة سنة 544 هـ بمراكش .
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة ), حدث في مثل هذا الأسبوع ( 5 ـ 11 جمادى الآخرة )
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/1M85sa1
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/1RSgeFO
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment