3lislam محمد داود... 31 عاما من الأسر الاسلام
Written By on Saturday, 3 February 2018 |
يسترق النظر من خلف القضبان الحديدية، عله يرى القمر ويستمتع بأنواره، وينتظر فجر كل يوم مع أشعة الصباح، لعله يسمع زقزقة العصافير، ويشتم رائحة برتقال مدينته قلقيلية التي تداعب مخيلته منذ 31 عامًا دون أن يراها وهي تتدلى على الأغصان وتتمايل مع الرياح، وتلمسها يداه وتلتصق رائحتها بكفيه.. إنها حكاية الأسير محمد داود "أبو غازي" التي تفجع القلب وتبكي الحجر.
فقدان الأحبة
31 عاما كانت كفيلة بفقدان الأسير "أبو غازي" لأهم وأعز أحبابه، فوالدته توفيت دون أن ينعم بوداعها أو تقبيل يديها، ووالده أيضا فارق الحياة دون أن يسمح له السجان بتوديعه هو أيضا، وكأن الأموات هم أيضا حرامٌ على الأسرى أن يودّعوهم أو يزفوهم لقبرهم، أو تتساقط الدموع لأجلهم تباعا.
مخاوف "أبو غازي" كانت في محلها حول والدته، فما أوجعه أكثر من 31 عاما من الأسر هو خشيته وخوفه أن تموت أمه وهو لا يزال أسيرا، فكانت أصعب أيام الأسر، وذرف دموعا غزيرة لفراقها.
وخلال الفورة في ساحة السجن الضيقة، تسرح عينا "أبو غازي" خارج السجن، داعيا من كل قلبه بإنجاح صفقة الأسرى وفاء الأحرار 2، كي ينعم بالحرية كما وعدت المقاومة الباسلة في غزة الأحرار، فهي الأمل والرجاء بعد الاتكال على الله.
وكعادة أي احتلال غاشم، ماكر ومخادع وكذاب، وكغيره من الأسرى القدامى الذين أمضوا عشرات السنين داخل السجون، رفض الاحتلال إطلاق سراح الأسير داود ضمن عمليات الإفراج عقب اتفاق أوسلو، وكذلك في صفقة وفاء الأحرار الأولى.
اعتقال الفدائي
واعتقل "أبو غازي" بتاريخ 8/12/1987، بعدما قتل اثنين من المستوطنين، وبعد اعتقاله هدمت سلطات الاحتلال منزل عائلته انتقاما منه.
ومن داخل السجن وظلماته ترك السجان الأسير "أبو غازي" تنهشه الأمراض، فتارة يتوجع من ألم أسنانه فيتساقط بعضها، وتارة من وجع واضطرابات متواصلة في المعدة، وآلام شديدة في المفاصل وخاصة منطقة الركب، ما يعيق حركته بشكل طبيعي، وتارة يعاني من استفحال مرض الصدفية لديه وبشكل ملحوظ، حساسية في الجلد بنسبة عالية تسببت في تشقق الجلد لديه ونزف في بعض الأحيان.
وائل داود، شقيق الأسير "أبو غازي" يروي عن شقيقه بأنه يعد أقدم أسير في محافظة قلقيلية، الذي طوى عامه الثلاثين في سجون الاحتلال ودخل العام 31 في الثامن من شهر كانون أول الماضي.
ويستذكر وائل محطات عديدة مع شقيقه الأسير الذي توفيت والدته خلال يوم زيارته، وكيف كان على وشك الفرحة بالإفراج عنه في الاتفاق بين الاحتلال والسلطة حول قدامى الأسرى، حين أفرج عن ثلاث دفعات، والدفعة الرابعة التي كان من ضمنها شقيقه عطلها الاحتلال، وربطت بقضايا سياسية من الاحتلال في حينها.
ولا تسمح سلطات الاحتلال بزيارة "أبو غازي" إلا مرة واحدة كل عام، كما يقول شقيقه وائل، وتتذرع سلطات الاحتلال بالمنع الأمني كعادتها، وهو ما يشكل عذابا للأسير وعائلته، كما يعاقب الاحتلال "أبو غازي" بالتنقل المستمر إلى سجون متعددة.
ويروي وائل عن شقيقه أنه رغم عذابات السجن والسجان، وتفاقم المعاناة إلا أن محمد يخبره أنه متفائل بصفقة وفاء الأحرار 2، وأن الأمل بالله أولا ومن ثم بعقد الصفقة رغم عناد وتنكر الاحتلال الذي يراوغ كعادته في كل صفقة.
ويضيف أن الأسرى تيقنوا تماما أن الاحتلال لا يفرج عن أصحاب الملفات الثقيلة إلا من خلال صفقة تبادل مع مقاومة لديها أسرى من جنود الاحتلال.
ويعتب وائل على الحراك الداعم للأسرى؛ ففي الوقت الذي يسمح لوالدة جندي أسير احتلالي بالتحدث من على منصة الأمم المتحدة؛ عن ابنها الذي كان يهاجم ويقتل الفلسطينيين في رفح، لا يتحدث أحد عن معاناة الأسرى في مقابر الأحياء من الفلسطينيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز الفلسطيني للإعلام(بتصرف يسير جدا)
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
محمد داود... 31 عاما من الأسر, محمد داود... 31 عاما من الأسر, محمد داود... 31 عاما من الأسر, محمد داود... 31 عاما من الأسر, محمد داود... 31 عاما من الأسر
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2s1dxi2
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2E1O1uH
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment