3lislam الطفرات الاسلام
Written By on Thursday, 18 August 2016 |
يعتمد التطوريون على مبدأ أن الطفرات Mutations قد تغير كل شيء وتنتقل بالكائن الحي إلى كائن آخر تمامًا! -1-
هذه الدعوى العريضة إما أن تخضع للرصد العلمي والتجريبي وإما أن تدخل في سياق حكايا أو حواديت وأحاجي منتصف الليل المسلية ولا مكان ثالث لهذه الدعوى!
لكن بدايةً: ما هي الطفرة؟
الطفرة هي: تغير في نسق الجينوم Genome -المادة الوراثية الخاصة بالكائن الحي-.
والمفترض أن يترتب على الطفرة ظهور وظائف جديدة في الكائن الحي نتيجة بروز بروتينات تخصصية صادرة عن التغير في المادة الوراثية؛ ومع تكاثف الطفرات تتغير خصائص الكائن الحي بالكلية ليتحول إلى كائن آخر.
هذا هو السيناريو الذي يرسمه التطوريون في كتبهم ويروجون له في محاضراتهم، لكن تبقى المشكلة الأساسية هل هذا سيناريو تخيلي أم حقيقة علمية؟
دعونا نتحرى الوضع!
حقيقة الأمر أنه خلال عقود من صراع الإنسان مع الفيروسات نشأت 10أس 20 سلالة فيروسية جديدة -وهو رقم يعادل نصف عدد الكائنات الحية التي وُجدت على الأرض منذ بدء الخليقة- دون تكوين بروتين واحد جديد. -2-
بل إن عمليات ظهور سلالات جديدة لم تُظهر بروتينان جديدان صالحان للعمل في تناغم new protein-new interaction sites ولم يحدث على الإطلاق تجريبياً أو رصدياً ظهور رتب جديدة orders أو طوائف classes أو شُعب phyla . -3-
فإذا كنّا عاجزين رسميًا عن رصد ظهور بروتين واحد الذي هو لبنة أي تغير وظيفي في الكائن الحي –لبنة أي طفرة – فبالأحرى نحن نتحدث عن خيال علمي وليس عن علم له احترامه التجريبي والرصدي!
لكن إذا كانت فكرة الطفرات بهذه الهشاشة فكيف يُروج لها التطوريون –خاصةً الجدد- باعتبارها أصل الأصول في التطور؟
الحقيقة أن الشيء الوحيد الذي نرصده علميًا والذي يتحدث عنه التطوريون ليس الطفرات التي هي توليد لبروتينات جديدة وإنما طفرات وظيفية في بنية بعض الجينات–تطّفر-، حين يحدث لها خلل في ترتيب قواعدها النيتروجينية نتيجة التعرض لمؤثر ما في الغالب! -4-
فهنا لا يتشكل بروتين جديد وإنما تختل إحدى القواعد النيتروجينية داخل أحد الجينات، فيختل البروتين الناشيء فتختل الوظيفة.
وقد كانت ذبابة الفاكهة عصب ومحور بحوث التطفر حيث تُعَدُّ ذبابةُ الفاكهةِ حالةً ملائمةً لمثل هذه الدراسة، فالجينوم الخاص بها يمكن التلاعب به بسهولة. أضف إلى ذلك مدة حياتها القصيرة ودوراتها التكاثرية المتتابعة. كل ذلك يسمح للعلماء بملاحظة وتتبع العديد من الأجيال.
وبالتالي خضعت ذبابة الفاكهة للعديد من التجارب، حيث تم قذفها بإشعاع لزيادة معدل الطفرات، ولدى العلماء حالياً فكرة واضحة جداً عن نوعية الطفرات التي يمكن أن تحصل. -5-
وبعد رصد ملايين الأجيال تبين أنه ليس هناك أيّ دليل على أنَّ الطفرات في ذبابة الفاكهة تخلق بُنًى جديدة، فما قامت به الطفرات هو مجرد تغيير للبنى الموجودة، فمثلاً أنتجت الطفرات أجنحة مجعدة أكبر من المعتاد وأصغر من المعتاد، كما أنتجت مجموعة مضاعفة من الأجنحة -مجموعتان إحداها لا تعمل وهي مؤذية للكائن-، لكنها لم تخلق نوعاً جديداً من الأجنحة.
أيضًا ولّدت الطفرات مُسُوخاً ذات سيقان تنمو حيث يجب أن تنمو قرون الاستشعار، في حالة تعرف باسم سيقان الاستشعار Antennapedia. -6-
لكن حتى هذه المسوخ ليست إلا مجرد إعادة ترتيب لبُنى موجودة وإنْ كانت بطرق غريبة.
الخلاصة: لم تحولْ الطفرات ذبابة الفاكهة إلى نوع جديد من الحشرات، فقط أنتجت الطفرات ببساطة ذبابات فاكهة متغايرة.
لكن لتوليد حزمة تكيفية نحن لا نحتاج طفرات ضارة –تطفر- بداهةً ولا حتى بروتين جديد صالح متدرج، إنما الأمر يتطلب تغيرًا منظمًا وكاملاً في آنٍ واحد. ونحن لم نرصد تغيرًا واحدًا فضلاً عن تنظم هذا التغير فضلاً عن ظهوره جملةً واحدة!
الأمر في عبارة واحدة: " الطفرات حدوتة مُسلية لا أكثر!"
ولو قمنا بتحليل الأمر عقليًا فإنتاج بروتين واحد يتطلب معلومات وظيفية جديدة، فعندما ينشأ شريط داخل الDNA وهذا الشريط يقوم بتوليد بروتين جديد يؤدي وظيفة جديدة للكائن، فنحن بصدد شريط معلومات ظهر فجأة داخل الDNA فالأمر معلومة information قبل أن يكون مجرد تراص لقواعد نيتروجينية!
فالقواعد النيتروجينية مثل حروف اللغة كي تنتج جملة صحيحة تعطى معنىً صحيح يستقر في مكان مناسب فلابد من معاني معينة تستقر في نفس واضعها ثم يجمع واضعها الحروف التي تشكل هذا المعنى!
وفي الواقع لا يوجد دليل على إمكانية عزو المعلومات داخل الDNA إلى مجرد طاقة ومادة أبداً، وكما قال نوربرت وينر Norbert Wiener أحد مؤسسي نظرية المعلومات: "المعلومات هي معلومات، ليست مادة أو طاقة، لا يمكن لأي مذهب مادي لا يعترف بهذا أن يستمر هذه الأيام". -7-
فالمعلومة مستقلة عن تراص الحروف وعن تراص القواعد النيتروجينية بل هي معنى قبل أن تتحول إلى شيء مادي يتم الترميز له بمجموعة من الحروف في اللغة أو القواعد النيتروجينية في الجينوم DNA .
فالمعلومات في النظم البيولوجية مستقلة عن مكوناتها المادية.
فما هو مصدر المعلومات المطلوبة لبناء المعنى والذي يتولد عنه الشيفرة التي يجري ترميزها داخل الجينوم؟
هذا هو السؤال الذي إن لم تتم الإجابة عنه فلا معنى لتحليل ما بعده!
فالعقبةُ هنا أكثرُ من مجرد بنية بيولوجية جديدة من نوعٍ ما، إنها معلومة ستظهر في صورة شفرة تتحول هذه الشفرة إلى بروتين ثم يؤدي هذا البروتين وظيفة متخصصة لتظهر في النهاية المعلومة المطلوب ظهورها في الكائن الحي بمنتهى الضبط والدقة!
والمصدر الوحيد المعروف القادر على توليد معلومات هو بداهةً الحكمة والإرادة والقدرة والصنع المتقن الذي هو بكلمة واحدة "الخلق"! { فتبارك الله أحسن الخالقين} (١٤) سورة المؤمنون.
فإذا قمنا بتحليل قضية الطفرة بعيدًا عن الرصد العلمي فالأمر بدهيًا يحتاج إلى معلومة والمعلومة لا يتيحها إلا الخلق!
وهنا تبرز أكبر بديهيات أدلة الصنع المتقن من قلب العلم والرصد المباشر! لكن ستظل للسفسطة مكانها في العقول وللتخمينات المرجوحة أولويتها لأهل الأهواء!
هوامش المقال
--------------------------
1- http://ift.tt/1DjkSXA
2- Michael J. Behe, Darwin’s Black Box
3- ibid,
4- http://ift.tt/1lGFDkr
5- http://ift.tt/1lieU2s
6- تصميم الحياة، د.ويليام ديمبسكي ود.جوناثان ويلز، ترجمة د.مؤمن الحسن وآخرين، دار الكاتب ص83
7- Norbert Wiener, Cybernetics, p.132. ( المصدر السابق ص 83)
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
الطفرات, الطفرات, الطفرات, الطفرات, الطفرات
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2b34ouJ
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2bh7V8N
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment