3lislam حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال ) الاسلام
Written By on Saturday, 30 June 2018 |
وفاة الدكتور عبد الصبور شاهين 17 شوال 1431 هـ ( 2010 م ) :
كان الدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله مجاهداً بقلمِه و لسانه ، خطيبًا مفوهًا، يتمتع بفصاحة اللغوي ، وحجة المتبحر ، كما كان يتميز باستخدامه السَّلِس للُّغة العربيَّة، و تعبيراته الرَّائعة، و مفرداته البديعة و صوته المُميَّز
عرفته دار العلوم بجامعة القاهرة أستاذًا بارعًا، وعرفه جامع عمر بن العاص في القاهرة خطيبا ناصحا، وعرفته جامعة الملك فهد للبترول و المعادن محاضرًا مخلصًا ، وعرفته المكتبة العلمية الإسلامية، كاتبًا متمرسًا و مترجما متميزا ، بأكثر من سبعين كتابا.
كان الدكتور عبد الصبور شاهين شاهدًا على عصره فاعلا في الشأن العام إعلاميًّا وسياسيًّا بنشاط تشهد به أروقة مجلس الشورى المصري حيث كان عضوا به ، و هو أحد رواد الدراسات اللسانية في العالم العربي.
كان رحمه الله له دورِه الدفاعي عن الإسلام، الذي تمثَّل في البرامج الإذاعيَّة والتليفزيونيَّة التي شارك فيها، ومقالاته وتصريحاته للصحف التي ردَّ فيها على كثير من الخصوم الذين حاولوا النَّيْل من الدين الحنيف، في غمرة بعض الأحداث المؤسِفة، التي كان يستغلُّها هؤلاء الخصوم ، ويلاحظ أنه كان صلبًا أمام الهجمات العاتية التي قادها بعض المنتسبين إلى النُّخَب الموالية للغرب، والكارهة للإسلام.
نشأته :
ولد الدكتور عبد الصبور شاهين فى ١٨ مارس ١٩٢٩ م بحي الإمام الشافعي بالقاهرة ، في أسرة تنتمى إلى العلم بمفهومه الدينى، فوالده الشيخ محمد موسى موسى على شاهين - رحمه الله - قد تخرج فى الأزهر، وجده الأكبر شاهين بك زعيم المماليك إبان حكم محمد على باشا، وأول من قتل فى مذبحة القلعة، ووالدته - رحمها الله - من ريف المنصورة من قرية اسمها ( الخيارية )، وهى نفس القرية التى خرج منها الوالد إلى الأزهر الشريف، وهى من أسرة عريقة، فأمها ذات علاقة قربى بالشاعر الكبير إسماعيل باشا صبرى، فهو خالها .
دخل عبد الصبور شاهين الكُتَاب فى سن الثالثة، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى السادسة وثمانية أشهر، فقد وهبه الله حافظة لاقطة، فكان يكفيه أن يكتب اللوح ثم يقرأه مرة واحدة
دخل المعهد الأزهري الابتدائي ثم االثانوي و حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية 1951
وفى عام ١٩٤٣م وهو يصلى مع والده الذى كان إمام وخطيب مسجد الإمام الشاطبى فى المقطم؛ وأثناء الخطبة أحس والده بضعف فى عينه أعاقه عن القراءة، فنادى ابنه عبد الصبور ليصعد إلى المنبر، ويتم الخطبة ويصلى بالناس ففعل.
ولأن الأزهر لا يدرس لغات أجنبية، قرر أن يتعلم أى لغة، ودخل مدرسة الرابطة الفرنسية، ومكانها فى حى الغورية، قال عنها فى مذكراته: كانت فرنسا حريصة على نشر لسانها الفرنسى، فانشأت هذه الرابطة التى كانت فروعها أكثر من ثلاثمائة وستين فرعا منتشرة فى أنحاء العالم لتعليم شعوبه اللسان الفرنسى، وأتم الدراسة فى المدرسة الفرنسية وهو فى السنة الرابعة بالمعهد الدينى، وأراد مواصلة الدراسة العليا، ثم علم بوجود كلية للحقوق الفرنسية فى حى المنيرة، فتقدم لها مستمعا حتى يحصل على الثانوية، وكانت الدراسة بها ثلاث سنوات
دخل كلية دار العلوم التى كانت بالقرب من الحقوق الفرنسية ، فكان يذهب لدار العلوم صباحا، وللحقوق مساء، ولما أتم سنتين بها؛ صدر قرار بامتحان طلبة الليسانس بباريس، وسبب ذلك أن الدكتور طه حسين- وزير المعارف آنذاك – ألغى وجود هذه الكلية بمصر ردا على عدم موافقة فرنسا على إنشاء معهد فاروق الأول فى الجزائر، ولم يذهب لباريس لأنه كان في السنة الثانية من كلية دار العلوم.
تخرج عبد الصبور شاهين من كلية دار العلوم سنة ١٩٥٦م ، ثم أخذ دبلوما من كلية التربية عام 1957م ثم حصل في سنة 1962م على الماجستير برسالة في " الأصوات في قراءة أبي عمرو بن العلاء " ، نشرها فيما بعد بعنوان " أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي " ، وحصل في سنة 1965م على الدكتوراة برسالة في " دراسة صوتية في القراءات الشاذة " ، نشرها فيما بعد على كتابين بعنواني " تاريخ القرآن " و" القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث "
كانت له اتجاهات صحفية أثناء دراسته فى المعهد الدينى، وعمل فى مؤسسة أخبار اليوم ومجلة روز اليوسف، وغيرهما، حتى إذا دخل دار العلوم اختاره اتحاد الطلبة بها ليرأس تحرير مجلة الاتحاد، فقام بها كاملة تقريبا
دخل سجون عبد الناصر مرتين، الأولى عام ١٩٥٥، ومكث فى الاعتقال مدة عام كامل، فتأخر بذلك تخرجه سنة كاملة. أما المرة الثانية فكانت عام ١٩٦٥، عندما صار له أسرة وأولاد، وقد ذكر تفاصيل هاتين الرحلتين فى مذكراته و كان سبب الاعتقال انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين
كانت بدايته فى الترجمة، أنه تقابل مع المفكر المسلم الجزائرى مالك بن نبى، والذى عرفه به طالب من المغرب حينذاك (عبد السلام الهراس) وشاءت إرادة الله أن تفتح له باب الترجمة على مصراعيه، فبدأ ترجمة كتاب المفكر الجزائرى الذى يعيش فى مصر هربا من الاستعمار الفرنسى فى بلاده، وترجم من الفرنسية أكثر كتب مالك التى وصلت إلى سبعة كتب ، وكان أولها كتاب ( الظاهرة القرآنبة) وظهرت أول طبعة له عام ١٩٥٧م، وتتابعت الطبعات
تزوج عبد الصبور شاهين عام ١٩٦٠م، من خريجة من دار العلوم، وكانت المحجبة الوحيدة فى الكلية فى ذلك الزمان، عاشا معا خمسين سنة وعدة شهور، ضُرب بحياتهما المثل فى الوفاق والوئام والمودة والإنتاج العلمى ، فقد أخرج مع زوجته السيدة إصلاح عبد السلام الرفاعي، أكثر من عشرة كتب، منها موسوعة أمهات المؤمنين، وصحابيات حول الرسول، وموسوعة مصر في الإسلام وغيرها.
اعتلى عبد الصبور شاهين منابر عديدة عبر حياته في الدعوة، فخطب في مسجد مصطفى محمود لثلاث سنوات، ثم كانت مرحلة الخطابة في مسجد عمرو بن العاص واستمرت أكثر من عشرة أعوام بعد الشيخ محمد الغزالي، أتبعها ببناء مسجد بجوار منزله بحدائق الأهرام بالجيزة، وخطب على منبره عشرة أعوام أخرى، و خلال آخر 15 سنة في هذين المسجدين؛ أتم تفسير أكثر من ثلاثة أرباع القرآن الكريم في الخطبة الأولى من كل جمعة
سافر عبد الصبور شاهين إلى معظم بلاد العالم، وكانت السفرات كلها لمؤتمرات أو محاضرات أو تسجيلات أو تبادل زيارات، كما كانت سفرته إلى الصين وهو عضو بمجلس الشورى، كذلك سافر لزيارة الجاليات المسلمة فى أمريكا وأستراليا والهند و غيرها
عمل فى جامعة الكويت إبان إنشائها مُعارًا من جامعة القاهرة ، من عام ١٩٦٩ إلى ١٩٧٣
وسافر مُعارا مرة ثانية للعمل فى جامعة البترول والمعادن (الملك فهد حاليا) من عام ١٩٧٩ إلى ١٩٨٣، كذلك سافر كأستاذ زائر إلى بلاد عربية كثيرة، لمدة شهر أو شهرين.
شارك فى برامج التلفزيون المصرى إبان افتتاحه، ببرامج خاصة وأحاديث ومشاركات، كذلك فى كل التلفزيونات العربية، وتعد هذه الأعمال بآلاف الساعات التلفزيونية.
أشرف على مئات الرسائل العلمية من دكتوراه وماجستير، فى جامعة القاهرة والجامعات المصرية والجامعات العربية، وفي معاهد البحوث والدراسات الإسلامية والأفريقية.
مؤلفاته :
كان الدكتور عبد الصبور شاهين صاحب إنتاج غزير فقد صدر له أكثر من سبعين كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها "مفصل لآيات القرآن" في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة "نساء وراء الأحداث" 10 كتب.
من مؤلفاته :
1- القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث 1966م.
2- أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي: أبو عمرو بن العلاء 1987م.
3- عربية القرآن 1997م.
4- في علم اللغة العام 1990م.
5- في التطور اللغوي 1991م.
6- العربية لغة العلوم والتقنية 1982م.
7- دراسات لغوية 1976م.
8- المنهج الصوتي للبنية العربية: رؤية جديدة للصرف العربي 1977م.
9- "التحديات التي تواجه اللغة العربية" صدر عام 2002م.
10- "النهوض باللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية" صدر عام 2001م.
11- "الإعلام في خدمة الدعوة الإسلامية" صدر في عام 2001م.
12- "قضية التدريس باللغة العربية في المعاهد العلمية" صدر عام 1996م.
13- "ماذا أعدت مصر لنفسها بعد أكثر من زلزال" صدر عام 1996م.
14- مصر في الإسلام 3 مجلدات بالاشتراك مع زوجته
15- "قصة أبو زيد، وأنصار العلمانية في جامعة القاهرة" صدر عام 1996م.
16- "تعدد الزوجات دفاع عن الأمن الأخلاقي وحماية له من الزنا واللواط والسحاق" صدر عام 1997م.
17- "صحابيات حول الرسول" صلى الله عليه وسلم، صدر عام 1993م.
18- "الإسلام دين السلام: رسالة إلى الضمير الانساني" صدر عام 2004م.
19- "تاريخ القرآن: دفاع ضد هجمات الاستشراق" صدر عام 2006م.
20- مفصل آيات القرآن ترتيب معجمي بالاشتراك مع زوجته 1991 م
21- موسوعة أمهات المؤمنين : دراسة في سيرهن ومروياتهن بالاشتراك مع زوجته 1991 م
22- نساء وراء الأحداث بالاشتراك مع زوجته
23- صفحات من حياة الدكتور إبراهيم مدكور بالاشتراك مع الدكتور سراج الدين إسماعيل
24- تأملات في سورة العنكبوت
25- قصة الدين والنبوة في مصر قبل الإسلام 1996 م
و من ترجماته :
1- العربية الفصحى: دراسة في البناء اللغوي سنة 1966م لهنري فليش اليسوعي
2- علم الأصوات: لبرتيل لمبرج 1984م، ولعله أول مَن عرف الأوساط الدراسية اللغوية في العالم العربي بهذا اللساني السويدي المعاصر.
3- ( فلسطين أرض الرسالات الإلهية ) لروجيه جارودي
لكن أهم مساهمة في الحقيقة لعبد الصبور شاهين في الثقافة المعاصرة، تتمثل فيما نقله من عيون أدبيات الفترة الإسلامية التي كتبها مفكرون إسلاميون معاصرون بالفرنسية لاعتبارات مختلفة، حيث قال: إن أعظم عمل يرجو من الله سبحانه أن يقبله ويثيبه عليه هو ترجمته للدراسة الرائدة التي كانت في أصلها أطروحة الدكتوراه للعالم الرباني محمد عبد الله دراز- رحمه الله - (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) سنة 1973م.
كما أن الثقافة العربية المعاصرة مَدينَة لعبد الصبور بما ترجمه من مؤلفات المفكر الجزائري المسلم مالك بن نبي ومن أشهر هذه الترجمات:
1- الظاهرة القرآنية، لمالك بن نبي 1958م.
2- وجهة العالم الإسلامي 1981م.
3- فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونج 1957م.
4- مشكلة الثقافة 1959م.
5- ميلاد مجتمع: شبكة العلاقات الاجتماعية، الطبعة الأولى بلا تاريخ، والثانية 1962م، والثالثة 1986م.
6- شروط النهضة، (بمشاركة عمر كامل مسقاوي) 1960م.
ومن أشهر مؤلفاته كتابه الشهير (أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة) حيث إن هذا الكتاب الذي ذكر أنه ألفه في 25 عاما أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهةَ نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام عارضه فيها كثير من العلماء و ردوا عليه
و بعد وفاته صدر آخر مؤلفاته بعنوان "حديث الأيام" عن دار مدبولى و الكتاب عبارة عن مذكراته الشخصية والتى قام بكتابتها من المقدمة حتى الخاتمة .
وفاته :
بعد حياة حافلة بالعمل والإنتاج والفكر والخطابة والدعوة؛ توفي الدكتور عبد الصبور شاهين مساء الأحد 17 شوال ١٤٣١ هـ ، الموافق ٢٦ سبتمبر ٢٠١٠ م ، عن عمر ناهز 82 عامًا ، وصلي عليه في اليوم التالي في مسجد عمرو بن العاص؛ بناء على وصيته، ودفن في مقابر أسرة شاهين بالإمام الشافعي، رحمه الله و أعلى قدره و أنزله منازل الأبرار .
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال ), حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال ), حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال ), حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال ), حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 شوال )
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب https://ift.tt/2KzCENS
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) https://ift.tt/2ICPIAh
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment