3lislam (كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى الاسلام
Written By on Saturday, 19 November 2016 |
في عام 1905 دعا حزب المحافظين البريطاني الدول الاستعمارية الكبرى في العالم (بريطانيا فرنسا هولندا بلجيكا اسبانيا إيطاليا)إلى مؤتمر في لندن برعاية رئيس الوزراء البريطاني وقتها هنري كامبل بانرمان . الذى كان على رأس مرحلة تحول هامة في التاريخ الاستعماري الانجليزي .. وإيذانا ببدء مرحلة تغيرات سياسية مهمة فتخلت بريطانيا عما يمكن وصفه بعزلتها الكبيرة فقد كانت قبل ذلك قوة عالمية عظمى بلا حلفاء غير أن الظروف السياسية الأوروبية في نهاية عام 1890 أجبرت بريطانيا على الدخول في تحالف مع فرنسا أولا ثم مع روسيا وهو ما يعني دخولها في نظام تحالف وتفاهم . تقول الدراسات المهتمة بالتاريخ الاستعماري الغربي إن هذا المؤتمر استمر يتداول ويتناقش عامين كاملين حتى عام 1907 وخرج بتوصيات بالغة الأهمية عرفت تاريخيا باسم (وثيقة كامبل) ستختفي هذه الوثيقة تماما من أي مصدر ومعها سيختفي أيضا اسم كامبل رغم أن هذا المؤتمر وهذه الوثيقة ووفقا لما نعيشه في حاضرنا الحالي أو نعرفه من تاريخنا القريب تعد (إنجيل الحضارة الغربية) ...
يقولون إن الوثيقة لم تختف بشكل طبيعي ولكن الوثيقة وما كتب عنها وما نقله عنها الكثير يؤكد أن هناك جهات محددة أخفت هذه الوثيقة. كان كامبل رجلا مثقفا واسع العقل والمعرفة خصوصا بالقضايا الاستراتيجية والتاريخية وواحدا من كبار من أسسوا لمفهوم الإمبراطورية ..وايضا واحدا من كبار من أسسوا لمفهوم الاستراتيجية المفتوحة للاستعمار البريطاني و مثل أي رجل دولة جاد وحقيقي كان شديد الاهتمام بدراسة فلسفة التاريخ وكان معنياً بأن تبقي بريطانيا على امبراطوريتها أطول فترة ممكنة. وستتأكد من قوته المعرفية كرجل دولة وسياسي عتيد حين تعلم انه دعا الى هذا المؤتمر كبار الفلاسفة والمؤرخين وعلماء الاستشراق والاجتماع والجغرافية والاقتصاد إضافة إلى خبراء في شؤون النفط والزراعة والاستعمار.
قال كامبل في افتتاحية المؤتمر: إن الامبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى ثم تستقر إلى حد ما ثم تنحل رويداً رويداً ثم تزول والتاريخ ملئ بمثل هذه التطورات وهو لا يتغير.. هل لديكم وسائل يمكن أن تحول دون سقوط الاستعمار الأوروبي وانهياره أو تؤخر مصيره ؟ لقد بلغنا الآن الذروة وأصبحت أوروبا قارة قديمة استنفدت مواردها وشاخت مصالحها بينما لا يزال العالم الآخر في صرح شبابه يتطلع إلى المزيد من العلم والتنظيم والرفاهية هذه هي مهمتكم أيها السادة وعلى نجاحها يتوقف رخاؤنا وسيطرتنا. التقرير كان مهما والوثيقة أخطر مما يتصور الكثيرون لأنها أسست لمفاهيم عديدة، أهمها على الإطلاق:
التلاقي بين المشروع الاستعماري الغربي وبين المشروع الاستعماري الصهيوني. كان العرب في هذا الوقت حوالي ثلاثين مليون وتتوقع الإحصاءات أنهم سيصبحون أكثر من ثلاثمائة مليون نسمة ثم هذه الرقعة العربية الجغرافية لا تتميز فقط بكثافة السكان وإنما بإمكانيات اقتصادية وموقع هام و لديه إمكانيات على غاية من الأهمية ، هل ستسمح الحضارة الغربية بنهاية الدولة العثمانية لتحل محلها دولة عربية فتية تقف حائلا دون أطماع وأحلام الاستعمار في السيطرة على هذا العالم العربي؟. انبثقت عن المؤتمر لجنة تنفيذية نظمت استفتاءات شملت الجامعات البريطانية والفرنسية التي ردت على التساؤلات المطروحة بأجوبة مفصلة شملت اتصالات اللجنة بالمفكرين والباحثين وأصحاب السلطة في حكومات الدول الغربية إضافة إلى كبار الرأسماليين والسياسيين وأنهت أعمالها في العام 1907 وقدمت توصياتها إلى المؤتمر. خرج المؤتمر بوثيقة سميت (وثيقة كامبل)أو توصية مؤتمر لندن لعام 1907 الأستاذ هيكل أوردها في كتاب(المفاوضات السرّية وإسرائيل)بعنوان ( وصية بنرمان)..ولا أدري لم لم يستخدم التسمية المشهورة بين الباحثين وهي (وثيقة كامبل)؟.
الحاصل أن الوثيقة ترى العالم ثلاث مساحات:
المساحة الأولى: تتكون من الوحدات التي تقع في المنظومة المسيحية الغربية وتقرر الوثيقة أن من واجب بريطانيا تجاه هذه المساحة من الحضارة - على أي حالٍ من الأحوال- ألا تكون السيادة على العالم خارج إطارها. أي أن هذه المنظومة الحضارية هي التي تسيطر على العالم ويظل زمام الأمور بيدها.. وإذا كانت أي حضارة لا شك ستنتهي بحسب نظرة فلسفة التاريخ - فإنها يجب أن تضمن أن وريث هذه الحضارة من نفس المساحة ومن جوهر المنظومة الغربية..وهكذا جاءت أمريكا أيها الرفاق .
المساحة الثانية: وهي الحضارة الصفراء التي لم تتناقص مع الحضارة الغربية من الناحية القيمية لكنها قد تختلف معها في حساب المصالح. وهذه الحضارة يمكن التعامل معها والتعاطي معها تجارياً ويمكن غزوها ثقافياً لهشاشة منظوماتها القيمية ومن ثم فالتعامل معها يعتمد على الجانب المصلحي للكتلة المسيحية الغربية من العالم.
أما المساحة الثالثة: فهي الحضارة الخضراء وهذه المساحة من الأرض تحتوي على منظومة قيمية منافسة للمنظومة الغربية صارعتها في مناطق كثيرة وأخرجتها من مناطق كثيرة ، ومن واجب الحضارة الغربية المسيحية أخذ كل احتياطاتها وإجراءاتها لمنع أي تقدم محتمل لهذه المنظومة الحضارية أو إحدى دولها لأنها مهددة للنظام القيمي الغربي .
والتدابير والاجراءات التي تقترحها الوثيقة لذلك :
حرمان هذه المساحة الخضراء من المعرفة والتقنية أو ضبط حدود المعرفة التي تتاح لها .
إيجاد أو تعزيز مشاكل حدودية متعلقة بدول هذه المساحة.
تكوين أو دعم الأقليات بها بحيث لا يستقيم النسيج الاجتماعي لها ويظل مرهوناً بالمحيط الخارجي.
سيقول لنا التاريخ: إن (وثيقة كامبل) كانت امتدادا طبيعيا لقصة (الشرق والغرب)؛ فالغرب الاستعماري كان يعدّ لمنهج جديد ومراجعة شاملة لتاريخه وتاريخ العالم وعلاقاته الصدامية المستمرة مع العرب والمسلمين. وثيقة كامبل سبقت وعد بلفور الذي لم يكن سوى تطبيق لأحد أهم مقررات الوثيقة وهو فكرة إقامة الحاجز البشري الغريب من اليهود على أرض فلسطين ووعد كامبو الذي صدرعن وزير الخارجية الفرنسية جورج كامبو في عام 1916 قبل ثمانية أشهر فقط من صدور وعد بلفور والذي صدر بنفس الصيغة التي صدر بها وعد بلفور.
والحقيقة أن قصة اليهود مع أوروبا قصة بالغة التعقيد وتحكي لنا سرديات التاريخ عن الكراهية العميقة التي يحملها العقل والوعي الأوروبي لليهود..بلفور نفسه كان يُكِن لهم كراهية شديدة وحتى جورج لويد رئيس الوزراء وقتها كان يحمل لهم نفس المشاعر..وكان طرد اليهود من روسيا وأوروبا الشرقية كابوس الليل والنهار لإنجلترا والغرب الاستعماري ؛ لذلك كان حل إقامة دولة إسرائيل لليهود مشروعاً مبكرا واستثمارا وظيفيا في هذه الدولة للمصالح الغربية في المنطقة...
سنعرف أن فكرة وطن قومي لليهود لاقت معارضة كبيرة من معظم التجمعات اليهودية الأوروبية لأن المصالح اليهودية كانت مع الاندماج في المجتمعات الأوروبية . أعادت اللجنة دراسة ملفات نابليون وبالمرستون ودزرائيلي الذين نادوا بإقامة كيان يهودي على أرض فلسطين يشكل حاجزاً بشرياً بين مشرق العالم الاسلامي ومغربه ، وخرجت بهذا التوصية: (على الدول ذات المصلحة أن تعمل على استمرار تأخر المنطقة وتجزئتها وإبقاء شعوبها مضللة جاهلة متناحرة ، وعلينا محاربة اتحاد هذه الشعوب وارتباطها بأي نوع من أنواع الارتباط الفكري أو الروحي أو التاريخي وإيجاد الوسائل العملية القوية لفصلها بعضها عن بعض ، وكوسيلة أساسية مستعجلة ولدرء الخطر توصي اللجنة بضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي وتقترح لذلك إقامة حاجز بشري قوي وغريب بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار عدوة لسكان المنطقة...).
وبصدور قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وإلغاء السيادة العربية على القدس تكون منظمة الأمم المتحدة قد أكملت مسيرة الأستاذ كامبل والأستاذ بلفور والأستاذ كامبو باتجاه التأسيس لدولة صهيونية (وظيفية) كقاعدة متقدمة للحضارة الغربية الاستعمارية في المنطقة . وهكذا جاءت إسرائيل وهكذا أرغمونا على كرههم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة " المصريون "
الاسلام,اخبار,مقالات اسلامية,اسلام
(كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى, (كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى, (كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى, (كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى, (كامبل وبلفور وكامبو) لن نغفر ولن ننسى
المصدرمحور المقالات - إسلام ويب http://ift.tt/2fQkokt
via موقع الاسلام
from موقع الاسلام (رسالة الحق والسلام) http://ift.tt/2g97DSu
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment